تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٢
أكثرهم مؤمنين) مصدقين أي سبق علمي فيهم أن أكثرهم لا يؤمنون وقال سيبويه كان هاهنا صلة مجازة وما أكثرهم مؤمنين 9 (وإن ربك لهو العزيز) العزيز بالنقمة من أعدائه (الرحيم) ذو الرحمة بأوليائه 10 قوله عز وجل (وإذ نادى ربك موسى) واذكر يا محمد إذ نادى ربك موسى حين رأى الشجرة والنار (أن ائت القوم الظالمين) يعني الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية وظلموا بني إسرائيل باستعبادهم وسومهم سوء العذاب 11 (قوم فرعون ألا يتقون) ألا يصرفون عن أنفسهم عقوبة الله بطاعته 12 (قال) يعني موسى (رب إني أخاف أن يكذبون) 13 (ويضيق صدري) بتكذيبهم إياي (ولا ينطلق لساني) قال هذا للعقدة التي كانت على لسانه قرأ يعقوب (ويضيق) (ولا ينطق) بنصب القافين على معنى وأن يضيق وقرأ العامة ويرفعهما ردا على قوله (إني أخاف) (فأرسل إلى هارون) ليوازرني ويظاهرني على تبليغ الرسالة 14 (ولهم علي ذنب) أي دعوى ذنب وهو قتله القبطي (فأخاف أن يقتلون) أي يقتلونني به 15 (قال) الله تعالى (كلا) أي لن يقتلوك (فاذهبا بآياتنا انا معكم مستمعون) سامعون ما يقولون ذكر معكم بلفظ الجمع وهما اثنان أجراهما مجرى الجماعة وقيل أراد معكما ومع بني إسرائيل نسمع ما يجيبكم فرعون 16 (فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين) ولم يقل رسولا رب العالمين لأنه أراد الرسالة أنا ذو رسالة رب العالمين كما قال كثير (لقد كذب الواشون ما بحث عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول) أي بالرسالة وقال أبو عبيدة يجوز أن يكون الرسول بمعنى الاثنين والجمع تقول العرب هذا رسولي ووكيلي وهذان وهؤلاء رسولي ووكيلي كما قال الله تعالى (وهو لكم عدو) وقيل معناه كل واحد منا رسول رب العالمين 17 (أن أرسل) أي بأن أرسل (معنا بني إسرائيل) أي إلى فلسطين ولا تستعبدهم وكان فرعون استعبدهم أربعمائة سنة وكانوا في ذلك الوقت ستمائة ألف وثلاثين ألف فانطلق موسى إلى مصر
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»