تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٣
سورة الفرقان من الآية 54 وحتى الآية 57 تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال \ أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب \ 51 قوله عز وجل (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا) رسولا ينذرهم ولكن بعثناك إلى القرى كلها وحملناك ثقل النذارة جميعها لتستوجب بصبرك على ما أعددنا لك من الكرامة والدرجة الرفيعة 52 (فلا تطع الكافرين) فيما يدعونك فيه من موافقتهم ومداهنتهم (وجاهدهم به) أي بالقرآن (جهادا كبيرا) شديدا 53 (وهو الذي مرج البحرين) أي خلطهما وأفاض أحدهما في الآخر وقيل أرسلهما في مجاريهما وخلاهما كما يرسل الخيل في المرج وأصل المرج الخلط والإرسال يقال مرجت الدابة وأمرجتها إذا أرسلتها في المرعى وخليتها تذهب حيث تشاء (هذا عذب فرات) شديد العذوبة والفرات أعذاب المياه (وهذا ملح أجاج) شديد الملوحة وقيل أجاج أي مر (وجعل بينهما برزخا) أي حاجزا بقدرته لئلا يختلط العذب بالملح ولا الملح بالعذب (وحجرا محجورا) أي سترا ممنوعا فلا يبغيان فلا يفسد الملح العذب 54 (وهو الذي خلق من الماء) من النطفة (بشرا فجعله نسبا وصهرا) أي جعله ذا نسب وذا صهر قيل النسب ما لا يحل نكاحه والصهر ما يحل نكاحه فالنسب ما يوجب الحرمة والصهر ما لا يوجبها وقيل هو الصحيح النسب من القرابة والصهر الخلطة التي تشبه القرابة وهو السبب المحرم للنكاح وقد ذكرنا أن الله تعالى حرم بالنسب سبعا وبالسبب سبعا في قوله (حرمت عليكم أمهاتكم) (وكان ربك قديرا) 55 (ويعبدون من دون الله) يعني هؤلاء المشركين (ما لا ينفعهم) إن عبدوه (ولا يضرهم) إن تركوه (وكان الكافر على ربه ظهيرا) أي معينا للشيطان على ربه بالمعاصي وقال الزجاج أي يعاون الشيطان على معصية الله لأن عبادتهم الأصنام معاونة للشيطان وقيل معناه وكان الكافر على ربه ظهيرا أي هينا ذليلا كما يقال للرجل جعلني بظهير أي جعلني هينا ويقال ظهر به إذا جعله خلف ظهره فلم يلتفت إليه 56 (وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا) أي منذرا 57 (قل ما أسألكم عليه) أي على تبليغ الوحي (من أجر) فتقولوا إنما يطلب محمد أموالنا بما
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»