تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٨١
سورة الشعراء من الآية 3 وحتى الآية 8 3 (لعلك باخع) قاتل (نفسك ألا يكونوا مؤمنين) إن لم يؤمنوا ذلك حين كذبه أهل مكة فشق عليه وكان يحرص على إيمانهم فأنزل الله هذه الآية 4 (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) قال قتادة لو شاء الله لأنزل عليهم آية يذلون بها فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله وقال ابن جريج معناه لو شاء الله لأراهم أمرا من أمره لا يعمل أحد منهم بعده معصية وقوله عز وجل (خاضعين) ولم يقل خاضعة وهي صفة الأعناق ففيه أقاويل أحدها أراد أصحاب الأعناق فحذف الأصحاب وأقام الأعناق مقامهم لأن الأعناق إذا خضعت فأربابها خاضعون جعل الفعل أولا للأعناق ثم جعل خاضعين للرجال وقال الأخفش رد الخضوع على المضمر الذي أضاف الأعناق إليه وقال قوم ذكر الصفة لمجاورتها المذكر وهو قوله على عادة العرب في تذكير المؤنث إذا أضافوه إلى مذكر وتأنيث المذكر إذا أضافوه إلى مؤنث وقيل أراد فظلوا خاضعين فعبروا بالعنق عن جميع البدن كقوله ذلك بما قدمت يداك وألزمناه طائره في عنقه وقال مجاهد أراد بالأعناق الرؤساء والكبراء أي فظلت كبراؤهم خاضعين وقيل أراد بالأعناق الجماعات يقال جاء القوى عنقا عنقا أي جماعات وطوائف وقيل إنما قال خاضعين على وفاق رؤوس الآي ليكون على نسق واحد 5 (وما يأتيهم من ذكر) وعظ وتذكير (من الرحمن محدث) أي محدث إنزاله فهو محدث في التنزيل قال الكلبي كلما نزل شيء من القرآن بعد شيء فهو أحدث من الأول (إلا كانوا عنه معرضين) أي عن الإيمان به 6 (فقد كذبوا فسيأتيهم) أي فسوف يأتيهم (أنباء) أخبار وعواقب (ما كانوا به يستهزؤون) 7 (أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج) صنف وضرب (كريم) حسن من النبات مما يأكل الناس والأنعام يقال نخلة كريمة إذا طاب حملها وناقة كريمة إذا كثر لبنها قال الشعبي الناس من نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم 8 (إن في ذلك) الذي ذكرت (لآية) دلالة على وجودي وتوحيدي وكمال قدرتي (وما كان سورة الشعراء من الآية 9 وحتى الآية 17
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»