سورة المؤمنون من الآية 19 وحتى الآية 23 سفيان عن عثمان بن سعيد بالإجازة عن سعيد بن سابق الإسكندراني عن مسلمة بن علي عن مقاتل بن حيان قوله تعالى (فأنشأنا لكم به) يعني بالماء (جنات من نخيل وأعناب لكم فيها) في الجنات 19 (فواكه كثيرة ومنها تأكلون) شتاء وصيفا وخص النخيل والأعناب بالذكر لأنها أكثر فواكه العرب 20 (وشجرة) أي أنشأ لكم شجرة (تخرج من طور سيناء) وهي الزيتون قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو (سيناء) بكسر السين وقرأ الآخرون بفتحها واختلفوا في معناه وفي (سنين) في قوله تعالى (وطور سينين) قال مجاهد معناه البركة أي من جبل مبارك وقال قتادة معناه الحسن أي من الجبل الحسن وقال الضحاك هو بالنبطية ومعناه الحسن وقال عكرمة هو بالحبشية وقال الكلبي معناه الشجر أي جبل ذو شجر وقيل هو بالسريانية الملتفة بالأشجار وقال مقاتل كل جبل فيه أشجار مثمرة فهو سينا وسينين بلغة النبط وقيل هو فيعال من السناء وهو الارتفاع قال ابن زيد هو الجبل الذي نودي منه موسى بين مصر وأيلة وقال مجاهد سينا اسم حجارة بعينها أضيف الجبل إليها لوجودها عنده وقال عكرمة هو اسم المكان إلي فيه هذا الجبل (تنبت بالدهن) قرأ ابن كثير وأهل البصرة ويعقوب تنبت بضم التاء وكسر الباء وقرأ الآخرون بفتح التاء وضم الباء فمن قرأ بفتح التاء فمعناه تنبت تثمر الدهن وهو الزيتون وقيل تنبت ومعها الدهن ومن قرأ بضم التاء اختلفوا فيه فمنهم من قال الباء زائدة معناه تنبت الدهن كما يقال أخذت ثوبه وأخذت بثوبه ومنهم من قال نبت وأنبت لغتان بمعنى واحد كما قال زهير (رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل) أي نبت (وصبغ للآكلين) الصبغ والصباغ الإدام الذي لون الخبز إذ غمس فيه وينصبغ والإدام كل ما يؤكل مع الخبز سواء ينصبغ به الخبز ولا يصبغ قال مقاتل جعل الله في هذه الشجرة أدما ودهنا فالأدم الزيتون والدهن الزيت وقال خص الطور بالزيتون لأن أول الزيتون نبت بها ويقال لأن الزيتون أول شجرة نبتت في الدنيا بعد الطوفان 21 قوله سبحانه وتعالى (وإن لكم في الأنعام لعبرة) يعني آية تعتبرونها بها (نسقيكم) قرأ
(٣٠٦)