تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٧
سورة المؤمنون من الآية 24 وحتى الآية 29 العامة بالنون وقرأ أبو جعفر هاهنا بالتاء وفتحها (مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون) 22 (وعليها وعلى الفلك تحملون) يعني على الإبل في البر وعلى الفلك في البحر 23 (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله) وحدوه (ما لكم من إله غيره) معبود سواه (أفلا تتقون) أفلا تخافون عقوبته إذا عبدتم غيره 24 (فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم) يعني يتشرف بأن يكون له الفضل عليكم فيصير متبوعا وأنتم له تبع (ولو شاء الله) أن لا يعبد سواه (لأنزل ملائكة) يعني بإبلاغ الوحي (ما سمعنا بهذا) الذي يدعونا إليه نوح (في آبائنا الأولين) وقيل ما سمعنا بهذا أي بإرسال بشر رسولا 25 (إن هو إلا رجل به جنة) يعني جنون (فتربصوا به حتى حين) يعني إلى أن يموت فتستريحوا منه 26 (قال رب انصرني بما كذبون) يعني أعني بإهلاكهم لتكذيبهم إياي 27 (فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها) أدخل فيها يقال سلكته في كذا وأسلكته فيه (من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم) يعني من سبق عليه الحكم بالهلاك (ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون) 28 29 (فإذا استويت) اعتدلت (أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين) يعني الكافرين (وقل رب أنزلني منزلا مباركا) قرأ أبو بكر عن عاصم (منزلا) بفتح الميم وكسر الزاي أي يريد موضع النزول قيل هذا هو السفينة بعد الركوب وقيل هو الأرض بعد النزول ويحتمل أنه أراد في السفينة ويحتمل بعد الخروج وقرأ الباقون منزلا بضم الميم وفتح الزاي أي إنزالا مباركا فالبركة في السفينة النجاة وفي النزل بعد الخروج كثرة النسل من أولاده الثلاثة (وأنت خير المنزلين)
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»