تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٣
بالشتم والسب قال الله تعالى (وإذا مروا باللغو مروا كراما) أي إذا سمعوا الكلام القبيح أكرموا أنفسهم عن الدخول فيه 4 (والذين هم للزكاة فاعلون) أي للزكاة الواجبة مؤدون فعبر عن التأدية بالفعل لأنها فعل وقيل الزكاة هاهنا هو العمل الصالح أي والذين هم للعمل الصالح فاعلون 5 (والذين هم لفروجهم حافظون) الفرج اسم يجمع سوأة الرجل والمرأة وحفظ الفرج التعفف عن الحرام 6 (إلا على أزواجهم) أي من أزواجهم وعلى بمعنى من (أو ما ملكت أيمانكم) (ما) في محل الخفض يعني أو ما ملكت أيمانهم والآية في الرجال خاصة بدليل قوله (أو ما ملكت أيمانهم) والمرأة لا يجوز أن تستمتع بفرج مملوكها (فإنهم غير ملومين) يعني يحفظ فرجه إلا من امرأته أو أمته فإنه لايلام على ذلك وإنما لا يلام فيهما إذا كان على وجه أذن فيه الشرع دون الإتيان في غير المأتي وفي حال الحيض والنفاس فإنه محظور وهو على فعله ملوم 7 (فمن ابتغى وراء ذلك) أي التمس وطلب سوى الأزواج والولائد والولائد المملوكة (فأولئك هم العادون) الظالمون المتجوزون من الحلال والحرام وفيه دليل على أن الاستمناء باليد حرام وهو قول أكثر العلماء قال ابن جريج سألت عطاء عنه فقال مكروه سمعت أن قوما يحشرون وأيديهم حبالى فأظن أنهم هؤلاء وعن سعيد بن جبير قال عذب الله أمة كانوا يعبثون بمذاكيرهم 8 (والذين هم لأماناتهم) قرأ ابن كثير (لأماناتهم) على التوحيد هاهنا وفي سورة المعارج كقوله تعالى (وعهدهم والباقون) بالجمع كقوله عز وجل (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) (وعهدهم راعون) حافظون أي يحفظون ما ائتمنوا عليه والعقود التي عاقدوا الناس عليها يقومون بالوفاء بها والأمانات تختلف فتكون بين الله تعالى وبين العباد كالصلاة والصيام والعبادات التي أوجبها الله عليه ويكون من العبيد كالودائع والصنائع فعلى العبد الوفاء بجميعها 9 (والذين هم على صلواتهم) قرأ حمزة والكسائي (صلاتهم) على التوحيد والآخرون صلواتهم على الجمع (يحافظون) أي يداومون على حفظها ويراعون أوقاتها كرر ذلك الصلاة ليبين أن المحافظة عليها واجبة كما أن الخشوع فيها واجب 10 (أولئك) أهل هذه الصفة (هم الوارثون) يرثون منازل أهل النار من الجنة وروي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ ما منكم من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإن مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله \ وذلك قوله تعالى (أولئك هم الوارثون) وقال مجاهد لكل واحد منزلا منزل في الجنة ومنزل في النار فأما المؤمن فيبني منزله الذي له في الجنة
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»