تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٨
سورة المؤمنون من الآية 30 وحتى الآية 36 30 (إن في ذلك) يعني الذي ذكرت من أمر نوح والسفينة وإهلاك أعداء الله (لآيات) لدلالات على قدرته (وإنا كنا لمبتلين) يعني وقد كنا وقيل وما كنا إلا مبتلين أي مختبرين إياهم بإرسال نوح ووعظه وتذكيره لننظر ما هم عاملون قبل نزول العذاب بهم 31 (ثم أنشأنا من بعدهم) من بعد إهلاكهم (قرنا آخرين) 32 (فأرسلنا فيهم رسولا منهم) يعني هودا وقومه وقيل صالحا وقومه والأول أظهر (أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون) 33 (وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة) أي المصير إلى الآخرة (وأترفناهم) نعمناهم ووسعنا عليهم (في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون) يعني مما تشربون منه 34 (ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون) لمغبونون 35 (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون) من قبوركم أحياء وأعاد أنكم لما طال الكلام ومعنى الكلام أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما مخرجون وكذلك هو في قراءة عبد الله نظيره في القرآن (ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدا فيها) 36 (هيهات هيهات لما توعدون) قال ابن عباس هي كلمة بعد أي بعيد ما توعدون قرأ أبو جعفر (هيهات هيهات) بكسر التاء وقرأ نصر بن عاصم بالضم وكلها لغات صحيحة فمن نصب جعله مثل أين وكيف ومن رفع جعله مثل منذ وقط وحيث ومن كسره جعله مثل أمس وهؤلاء ووقف عليها أكثر القراء بالتاء ويروى عن الكسائي الوقف عليها بالهاء 37 (إن هي) يعنون الدنيا (إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا) قيل فيه تقديم وتأخير أي نحيا ونموت لأنهم كانوا ينكرون البعث بعد الموت وقيل يموت الآباء ويحيا الأبناء وقيل يموت قوم ويحيا قوم (وما نحن بمبعوثين) بمنشرين بعد الموت
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»