تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣١٠
سورة المؤمنون من الآية 45 وحتى الآية 52 45 (ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين) يعني بحجة بينة من اليد والعصا وغيرهما 46 (إلى فرعون وملئه فاستكبروا) تعظموا عن الإيمان (وكانوا قوما عالين) متكبرين قاهرين بالظلم 47 (فقالوا) يعني فرعون وقومه (أنؤمن لبشرين مثلنا) يعني موسى وهارون (وقومهما لنا عابدون) مطيعون متذللون والعرب تسمي كل من دان للملك عابدا له 48 (فكذبوهما فكانوا من المهلكين) بالغرق 49 (ولقد آتينا موسى الكتاب) التوراة (لعلهم يهتدون) أي لكي يهتدي به قومه 50 51 (وجعلنا ابن مريم وأمه آية) دلالة على قدرتنا ولم يقل آيتين قيل معناهما شأنهما آية وقيل معناه جعلنا كل واحد منهما آية كقوله تعالى (كلتا الجنتين آتت أكلها) (وآويناهما إلى ربوة) الربوة المكان المرتفع من الأرض واختلفت الأقوال فيها فقال عبد الله بن سلام هي دمشق وهو قول سعيد بن المسيب ومقاتل وقال الضحاك غوطة دمشق وقال أبو هريرة هي الرملة وقال عطاء عن ابن عباس هي بيت المقدس وهو قول قتادة وكعب وقال كعب هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا وقال ابن زيد هي مصر وقال السدي أرض فلسطين (ذات قرار) أي مستوية منبسطة واسعة يستقر عليها ساكنوها (ومعين) فالمعين الماء الجاري الظاهر الذي تراه العيون مفعول من عانة يعينه إذا أدركه البصر قوله (يا أيها الرسل) قال الحسن ومجاهد وقتادة والسدي والكلبي وجماعة أراد به محمد صلى الله عليه وسلم وحده على مذهب العرب في مخاطبة الواحد بلفظ الجماعة وقال بعضهم أراد به عيسى وقيل أراد به جميع الرسل عليهم السلام (كلوا من الطيبات) أي الحلالات (واعملوا صالحا) الصلاح هو الاستقامة على ما توجبه الشريعة (إني بما تعملون عليم) 52 (وإن هذه) قرأ أهل الكوفة وإن بكسر الألف على الابتداء وقرأ الباقون بفتح الألف وخفف ابن عامر النون وجعل إن صلة مجازة وهذه (أمتكم) وقرأ الباقون بتشديد النون على معنى وبأن هذا تقديره بأن هذه أمتكم أي ملتكم وشريعتكم التي أنتم عليها (أمة واحدة) أي ملة واحدة وهي الإسلام (وأنا
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»