تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٥
فازدادوا عتوا وظنوا أن محمدا يقوله من تلقاء نفسه ثم يندم فيبطل (وإن الظالمين) المشركين (لفي شقاق) ضلال (بعيد) أي في خلاف شديد (وليعلم الذين أوتوا العلم) التوحيد والقرآن وقال السدي التصديق بنسخ الله تعالى (أنه) يعني الذي أحكم الله من آيات القرآن هو (الحق من ربك فيؤمنوا به) أي يعتقدوا أنه من الله (فتخبت له قلوبهم) يعني فتسكن إليه قلوبهم (وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم) أي طريق قويم هو الإسلام 55 (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه) يعني في شك مما ألقى الشيطان على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون ما باله ذكرها بخير ثم ارتد عنها وقال ابن جريج منه أي من القرآن وقيل من الدين وهو الصراط المستقيم (حتى تأتيهم الساعة بغتة) يعني القيامة وقيل الموت (أو يأتيهم عذاب يوم عقيم) قال الضحاك وعكرمة عذاب يوم لا ليلة له وهو يوم القيامة والأكثرون على أن اليوم العقيم يوم بدر لأنه ذكر الساعة من قبل وهو يوم القيامة وسمي يوم بدر عقيما لأنه لم يكن في ذلك اليوم للكفار خير كالريح العقيم التي لا تأتي بغير سحاب ولا مطر والعقم في اللغة المنع يقال رجل عقيم إذا منع من الولد وقيل لأنه لا مثل له في عظم أمره لقتال الملائكة فيه وقال ابن جريج لأنهم لم ينظروا فيه إلى الليل حتى قتلوا قبل المساء 56 (الملك يومئذ) يعني يوم القيامة (لله) من غير منازع (يحكم بينهم) ثم بين الحكم فقال تعالى (فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم) 57 (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين) 58 (والذين هاجروا في سبيل الله) فارقوا أوطانهم وعشائرهم في طاعة الله وطلب رضاه (ثم قتلوا أو ماتوا) وهم كذلك قرأ ابن عامر (قتلوا) بالتشديد (ليرزقنهم الله رزقا حسنا) والرزق الحسن الذي لا ينقطع أبدا وهو رزق الجنة (وإن الله لهو خير الرازقين) قيل هو قوله (بل أحياء عند ربهم يرزقون)
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»