تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٩
سورة النور من الآية 37 وحتى الآية 44 38 (إن هو) يعني الرسول (إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين) بمصدقين بالبعث بعد الموت 39 40 (قال رب انصرني بما كذبون) (قال عما قليل) أي عن قليل (وما) صلة (ليصبحن) ليصيرن (نادمين) على كفرهم وتكذيبهم 41 (فأخذتهم الصيحة) يعني صيحة العذاب (بالحق) قيل أراد بالصيحة الهلاك وقيل صاح بهم جبريل صيحة فتصدعت قلوبهم (فجعلناهم غثاء) وهو ما يحمله السيل من حشيش وعيدان شجر معناه صيرناهم هلكى فيبسوا يبس الغثاء من نبات الأرض (فبعدا للقوم الظالمين) 42 (ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين) يعني أقواما آخرين 43 (ما تسبق من أمة أجلها) يعني ما تسبق أمة أجلها (من) صلة أي وقت هلاكها (وما يستأخرون) وما يتأخرون عن وقت هلاكهم 44 (ثم أرسلنا رسلنا تترى) يعني مترادفين يتبع بعضهم بعضا غير متواصلين لأن بين كل نبيين زمانا طويلا وهي فعلى من المواترة قال الأصمعي يقال واترت الخبر إذا اتبعت بعضه بعضا وبين الخبرين مهملة واختلف القراء فيه فقرأ أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو بالتنوين ويعقوب بالألف ولا يميله أبو عمرو في الوقف فيها كالألف في قولهم رأيت زيدا وقرأ الباقون بلا تنوين والوقف عندهم يكون بالياء ويميله حمزة والكسائي وهو مثل قولهم غضبى وسكرى وهو اسم جمع مثل شتى وعلى القراءتين التاء الأولى بدل من الواو وأصله وترى من المواترة والتواتر فجعلت الواو وتاء مثل التقوى والتكلان (كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا) بالهلاك أي أهلكنا بعضهم في إثر بعض (وجعلناهم أحاديث) يعني سمرا وقصصا يتحدث من بعدهم بأمرهم وشأنهم وهي جمع أحدوثة وقيل جمع حديث قال الأخفش إنما هو في الشر واما في الخير فلا يقال جعلتهم أحاديث وأحدوثة إنما يقال صار فلان حديثا (فبعدا لقوم لا يؤمنون)
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»