تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٠١
هو يرجع إلى إبراهيم سماكم المسلمين في أيامه من قبل هذا الوقت وفي هذا الوقت وهو قوله (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) (ليكون الرسول شهيدا عليكم) يوم القيامة أن قد بلغكم (وتكونوا) أنتم (شهداء على الناس) أن رسلهم قد بلغتهم (فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله) ثقوا بالله وتوكلوا عليه قال الحسن تمسكوا بدين الله وروي عن ابن عباس قال سلوا ربكم أن يعصمكم من كل ما يكره وقيل معناه ادعوه ليثبتكم على دينه وقيل الاعتصام بالله هو التمسك بالكتاب والسنة (هو مولاكم) وليكم وناصركم وحافظكم (فنعم المولى ونعم النصير) الناصر لكم سورة المؤمنون سورة المؤمنون من الآية 1 وحتى الآية 2 أخبرنا أبو حامد أحمد عبد السلام الصالحي أنا أحمد بن الحسين الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا يونس بن سليمان أملى علي يونس صاحب أيلة عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول كان إذا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل فمكثنا ساعة وفي رواية فنزل علينا وأرض عنا ثم قال لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ (قد أفلح المؤمنون) إلى عشر آيات ورواه أحمد بن حنبل وعلي ابن المديني وجماعة عن عبد الرزاق وقالوا وأعطنا ولا تحرمنا وأرضنا وارض عنا 1 قوله تعالى (قد أفلح المؤمنون) قد حرف تأكيد وقال المحققون قد يقرب الماضي من الحال يدل على أن الفلاح قد حصل لهم وأنهم عليه في الحال وهو أبلغ من تجريد ذكر الفعل والفلاح النجاة والبقاء قال ابن عباس قد سعد المصدقون بالتوحيد وبقوا في الجنة 2 (الذين هم في صلاتهم خاشعون) اختلفوا في معنى الخشوع فقال ابن عباس مخبتون أذلاء وقال الحسن وقتادة خائفون وقال مقاتل متواضعون وقال مجاهد هو غض البصر وخفض الصوت والخشوع قريب من الخضوع إلا أن الخضوع في البدن والخشوع في القلب والبصر والصوت
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»