تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٩
سورة الحج من الآية 74 إلى الآية 77 75 (الله يصطفى) يعني يختار (من الملائكة رسلا) وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وغيرهم (ومن الناس) يعني يختار من الناس رسلا مثل إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام نزلت حين قال المشركون أأنزل عليه الذكر من بيننا فأخبر أن الاختيار إليه يختار من يشاء من خلقه (إن الله سميع بصير) يعني سميع لقولهم بصير بمن يختاره لرسالته 76 (يعلم ما بين أيديهم) قال ابن عباس ما قدموا (وما خلفهم) ما خلفوا وقال الحسن ما بين أيديهم ما عملوا وما خلفهم ما هم عاملون من بعد وقيل ما بين أيديهم ملائكته وكنبه ورسله قبل أن خلقهم وما خلفهم أي ويعلم ما هو كائن بعد فنائهم (وإلى الله ترجع الأمور) 77 (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا) يعني صلوا لأن الصلاة لا تكون إلا بالركوع والسجود (واعبدوا ربكم) أي وحدوه (وافعلوا الخير) قال ابن عباس صلة الرحم ومكارم الأخلاق (ولعلكم تفلحون) لكي تسعدوا وتفوزوا بالجنة واختلف أهل العلم في سجود التلاوة عقيب قراءة هذه الآية فذهب قوم إلى أنه يسجد عندها وهو قول عمرو وعلي وابن مسعود وابن عباس وبه قال ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق واحتجوا بما أخبرنا أبو عثمان سعيد بن غسماعيل الضبي أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي أنا أبو عيسى الترمذي أنا قتيبة أنا ابن لهيعة عن مشرح بن عاهان عن عقبة بن عامر قال قلت يا رسول الله فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين قال نعم ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما وذهب قوم إلى أنه لا يسجد ههنا وهو قول سفيان الثوري وأصحاب الرأي وعدة سجود القر ان أربعة عشر عند أكثر أهل العلم منها ثلاث في المفصل وذهب قوم إلى أنه ليس في المفصل سجود روى ذلك عن أبي بن كعب وابن عباس وبه قال مالك وقد صح عن أبي هريرة قال سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقرأ وإذا السماء انشقت وأبو هريرة من متأخري الإسلام واختلفوا في سجود صاد فذهب الشافعي إلى أنه سجود شكر ليس من عزائم السجود ويروي عن ذلك ابن عباس وذهب قوم إلى أنه يسجد فيها روى ذلك عن عمر وبه قال سفيان الثوري وابن المبارك وأصحاب الرأي وأحمد وإسحاق فعند ابن المبارك وإسحاق وأحمد وجماعة سجود القرآن خمسة عشرة سجدة فعدوا سجدتي الحج وسجدتي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»