سورة المؤمنون من الآية 72 وحتى الآية 79 مرادهم فيما يفعل وقيل لو اتبع مرادهم فسمى لنفسه شريكا وولدا كما يقولون (لفسدت السماوات والأرض) وقال الفراء والزجاج والمراد بالحق القرآن أي لو نزل القرآن بما يحبون من جعل الشريك والولد على ما يعتقدونه (لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن) وهو كقوله تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) (بل آتيناهم بذكرهم) بما يذكرهم قال ابن عباس أي بما فيه فخرهم وشرفهم يعني القرآن فهو كقوله تعالى (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) أي شرفكم (وإنه لذكر لك ولقومك) أي شرف لك ولقومك (فهم عن ذكرهم) يعني عن شرفهم (معرضون) 72 (أم تسئلهم) على ما جئتهم به (خرجا) أجرا وجعلا (فخراج ربك خير) يعني ما يعطيك الله من رزقه وثوابه خير (وهو خير الرازقين) قرأ حمزة والكسائي (خراجا) (فخرج) كلاهما بالألف وقرأ ابن عامر كلاهما بغير ألف وقرأ الآخرون (خرجا) بغير ألف (فخراج) بالألف 73 (وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم) وهو الإسلام 74 (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط) أي عن دين الحق (لناكبون) لعادلون مائلون 75 (ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر) قحط وجدوبة (للجوا) تمادوا (في طغيانهم يعمهون) ولم ينزعوا عنه 76 (ولقد أخذناهم بالعذاب) وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على قريش أن يجعل عليهم سنين كسني يوسف فأصابهم القحط فجاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أنشدك الله والرحم ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين فقال بلى فقال قد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فادع الله أن يكشف عنا هذا القحط فدعا فكشف عنهم فأنزل الله هذه الآية (فما استكانوا لربهم) أي ما خضعوا وما ذلوا لربهم وأصله طلب السكون (وما يتضرعون) أي لم يتضرعوا إلى ربهم بل مضوا على تمردهم 77 (حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد) قال ابن عباس يعني القتل يوم بدر وهو قول مجاهد وقيل هو الموت وقيل هو قيام الساعة (إذ هم فيه مبلسون) آيسون من كل خير
(٣١٤)