سورة الحج من الآية 48 وحتى الآية 51 خمسمائة سنة \ قال ابن زيد (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) هذه أيام الآخرة وقوله (مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون) يوم القيامة والمعنى على هذا أنهم يستعجلون بالعذاب وإن يوما من أيام عذابهم في الآخرة ألف سنة وقيل معناه وإن يوما من أيام العذاب الذي استعجلوه في الثقل والاستطالة والشدة كألف سنة مما تعدون فكيف تستعجلونه هذا كما يقال أيام الهموم طوال وأيام السرور قصار وقيل معناه إن يوما عنده وألف سنة في الإمهال سواء لأنه قادر متى شاء أخذهم لا يفوته شيء بالتأخير فيستوي في قدرته وقوع ما يستعجلون به من العذاب وتأخره وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء 48 (وكأين من قرية أمليت لها) يعني أمهلتها (وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير) 49 (قل يا أيها الناس إنما انا لكم نذير مبين) 50 (فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم) الرزق الكريم الذي لا ينقطع أبدا وقيل هو الجنة 51 (والذين سعوا في آياتنا) يعني عملوا في إبطال آياتنا (معاجزين) قرأ ابن كثير وأبو عمرو (معجزين) بالتشديد هاهنا وفي سورة سبأ يعني مثبطين الناس عن الإيمان وقرأ الآخرون (معاجزين) بالأف يعني معاندين مشاقين وقال قتادة معناه ظانين ومقدرين أنهم يعجزوننا بزعمهم أن لا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار ومعنى يعجزوننا أي يفوتوننا فلا نقدر عليهم وهذا كقوله تعالى (أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا) (أولئك أصحاب الجحيم) وقيل معاجزين مغالبين يريد كل واحد أن يظهر عجز بصاحبه 52 53 قوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) الآية قال ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي وغيرهما من المفسرين لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قومه عنه وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به من الله تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه وبين قومه لحرصه على إيمانهم فكان يوما في مجلس لقريش فأنزل الله تعالى سورة والنجم فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ قوله (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان على لسانه بما كان يحدث به
(٢٩٢)