تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٨
سورة مريم من الآية 78 وحتى الآية 84 فقال لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت أما والله حتى تموت ثم تبعث قال وإني لميت ثم مبعوث قلت نعم قال إنه سيكون لي ثم مال وولد فأقضيك فأنزل الله عز وجل (أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا) 78 (أطلع الغيب) قال ابن عباس أنظر في اللوح المحفوظ وقال مجاهد أعلم الغيب حتى يعلم في الجنة هو أم لا (أم اتخذ عند الرحمن عهدا) يعني قال لا إله إلا الله وقال قتادة يعني أعمل عملا صالحا قدمه وقال الكلبي أعهد إليه أن يدخل الجنة 79 (كلا) رد عليه يعني لم يفعل ذلك (سنكتب) سنحفظ عليه (ما يقول) فنجزيه به في الآخرة وقيل نأمر الملائكة حتى يكتبوا ما يقول (ونمد له من العذاب مدا) أي نزيده عذابا فوق العذاب وقيل نطيل مدة عذابه 80 (ونرثه ما يقول) أي ما عنده من المال والولد بإهلاكنا إياه وإبطال ملكه وقوله ما يقول لأنه زعم أن له مالا وولدا في الآخرة أي لا نعطيه ونعطي غيره فيكون الإرث راجعا إلى ما تحت القول لا إلى نفس القول وقيل معنى قوله (ونرثه ما يقول) نحفظ ما يقول حتى نجازيه به (ويأتينا فردا) يوم القيامة بلا مال ولا ولد 81 (واتخذوا من دون الله آلهة) يعني مشركي قريش اتخذوا الأصنام آلهة يعبدونها (ليكونوا لهم عزا) أي منعة يعني يكونون لهم شفعاء يمنعونهم من العذاب 82 (كلا) أي ليس الأمر كما زعموا (سيكفرون بعبادتهم) أي يجحد الأصنام والآلهة التي كانوا يعبدونها عبادة المشركين ويتبرؤون منهم كما أخبر الله تعالى (تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون) (ويكونون عليهم ضدا) أي أعداء لهم وكانوا أولياءهم في الدنيا وكانوا أولياءهم في الدنيا وقيل أعوانا عليهم يكذبونهم ويلعنونهم 83 (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين) أي سلطناهم عليهم وذلك حين قال لإبليس (واستفزز من استطعت منهم بصوتك) الآية ( تؤزهم أزا) تزعجهم إزعاجا من الطاعة إلى المعصية والأز والهز التحريك أي تحركهم وتحثهم على المعاصي
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»