سورة مريم من الآية 23 وحتى الآية 28 وقيل مد جيب درعها بأصبعه ثم نفخ في الجيب وقيل نفخ في كم قميصها وقيل في فيها وقيل نفخ جبريل عليه السلام نفخا من بعيد فوصل الريح إليها فحملت بعيسى في الحال (فانتبذت به) أي تنحت بالحمل فلما حملته انبذت به أي وانفردت (مكانا قصيا) أي بعيدا من أهلها قال ابن عباس رضي الله عنهما أقصى الوادي وهو وادي بيت لحم فرارا من قومها أن يعيروها بولادتها من غير زوج واختلفوا في مدة حملها ووقت وضعها فقال ابن عباس رضي الله عنهما كان الحمل والولادة في ساعة واحدة وقيل كانت مدة حملها تسعة أشهر كحمل سائر النساء وقيل كان مدة ثمانية أشهر وكان ذلك آية أخرى لأنه لا يعيش ولد يولد لثمانية أشهر وولد عيسى لهذه المدة وعاش وقيل ولدت لستة أشهر وقال مقاتل بن سليمان حملته مريم في ساعة وصور في ساعة ووضعته في ساعة حين زالت الشمس من يومها وهي بنت عشر سنين وكانت قد حاضت حيضتين قبل أن تحمل بعيسى 23 (فأجاءها) أي ألجأها وجاء بها (المخاض) وهو وجع الولادة (إلى جذع النخلة) وكانت نخلة يابسة في الصحراء في شدة الشتاء لم يكن لها سعف وقيل التجأت إليها لتستند إليها وتتمسك بها على وجع الولادة (قالت يا ليتني مت قبل هذا) تمنت الموت استحياء من الناس وخوف الفضيحة (وكنت نسيا) قرأ حمزة وحفص (نسيا) بفتح النون والباقون بكسرها وهما لغتان مثل الوتر والوتر والجسر والجسر وهو الشيء المنسي والنسي في اللغة كل ما ألقي ونسي ولم يذكر لحقارته (منسيا) أي متروكا قال قتادة شيء لا يعرف ولا يذكر قال عكرمة والضحاك ومجاهد جيفة ملقاة وقيل تعني لم أخلق 24 (فناداها من تحتها) قرأ أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وحفص (من تحتها) بكسر الميم والتاء يعني جبريل عليه السلام وكانت مريم على أكمة وجبريل وراء الأكمة تحتها فناداها وقرأ الآخرون بفتح الميم والتاء وأراد جبريل عليه السلام أيضا ناداها من سفح الجبل وقيل هو عيسى لما خرج من بطن أمه ناداها (ألا تحزني) وهو قول مجاهد والحسن والأول قول ابن عباس رضي الله عنهما والسدي وقتادة والضحاك وجماعة أن المنادي كان جبريل لما سمع كلامها وعرف جزعها ناداها ألا تحزني (قد جعل ربك تحتك سريا) والسري النهر الصغير وقيل تحتك أي جعله الله تحت أمرك إن
(١٩٢)