تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٩٤
سورة مريم من الآية 29 حتى الآية 33 إسرائيل وروي أنه اتبع جنازته يوم مات أربعون ألفا كلهم كلهم يسمى هارون من بني إسرائيل سوى سائر الناس شبهوها على معنى إنا ظننا أنك مثله في الصلاح وليس المراد منه الأخوة في النسب كما قال الله تعالى (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) أي أشباههم أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغفار بن محمد أنا محمد بن عيسى أنا إبراهيم بن محمد بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا ابن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال لما قدمت خراسان سألوني فقالوا إنكم تقرؤون (يا أخت هارون) وموسى قبل عيسى بكذا وكذا سنة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك فقال \ إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم \ وقال الكلبي كان هارون أخا مريم من أبيها وكان أمثل رجل في بني إسرائيل وقال السدي إنما عنوا به هارون أخا موسى لأنها كانت من نسله كما يقال للتميمي يا أخا تميم وقيل كان هارون رجلا فاسقا في بني إسرائيل عظيم الفسق فشبهوها به (ما كان أبوك) عمران (امرأ سوء) قال ابن عباس رضي الله عنهما زانيا (وما كانت أمك) حنة (بغيا) أي زانية فمن أين لك هذا الولد 29 (فأشارت) مريم (إليه) أي إلى عيسى عليه السلام أن كلموه قال ابن عباس رضي الله عنهما لما لم تكن لها حجة أشارت إليه ليكون كلامه حجة لها وفي القصة لما أشارت إليه غضب القوم وقالوا مع ما فعلت أتسخرين بنا ثم (قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا) أي من هو في المهد وهو حجرها وقيل هو المهد بعينه (كان) بمعنى هو وقال أبو عبيدة كان صلة أي كيف نكلم صبيا في المهد وقد يجيء كان حشوا في الكلام لا معنى له كقوله (هل كنت إلا بشرا رسولا) أي هل أنا قال السدي فلما سمع عيسى كلامهم ترك الرضاع وأقبل عليهم وقيل لما أشارت إليه ترك الثدي واتكأ على يساره وأقبل عليهم وجعل يشير بيمينه 30 (قال إني عبد الله) وقال وهب أتاها زكريا عند مناظرتها اليهود فقال لعيسى انطق بحجتك إن كنت أمرت بها فقال عند ذلك عيسى عليه السلام وهو ابن أربعين يوما وقال مقاتل بل هو يوم ولد إني عبد الله أقر على نفسه بالعبودية لله عز وجل أول ما تكلم لئلا يتخذ إلها (آتاني الكتاب وجعلني نبيا) قيل معناه سيؤتيني الكتاب ويجعلني نبيا وقيل هذا إخبار عما كتب في اللوح المحفوظ كما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا قال \ كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد \ وقال الأكثرون أوتي الإنجيل وهو طفل صغير وكان يعقل عقل الرجال وعن الحسن أنه قال ألهم التوراة وهو في بطن أمه
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»