تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٩١
سورة مريم من الآية 17 وحتى الآية 22 البرد فجلست في مشرقة تفلي رأسها وقيل كانت طهرت من الحيض فذهبت لتغسل قال الحسن ومن ثم اتخذت النصارى المشرق قبلة 17 (فاتخذت) فضربت (من دونهم حجابا) قال ابن عباس رضي الله عنهما سترا وقيل جلست وراء جدار وقال مقاتل وراء جبل وقال عكرمة إن مريم كانت تكون في المسجد فإذا حاضت تحولت إلى بيت خالتها حتى إذا طهرت عادت إلى المسجد فبينما هي تغتسل من الحيض قد تجردت إذ عرض لها جبريل في صورة شاب أمرد وضيء الوجه جعد الشعر سوي الخلق فذلك قوله (فأرسلنا إليها روحنا) يعني جبريل عليه السلام (فتمثل لها بشرا سويا) وقيل المراد بالروح عيسى عليه السلام جاء في صورة بشر فحملت به والأول أصح فلما رأت مريم جبريل يقصد نحوها نادته من بعيد 18 و (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) مؤمنا مطيعا فإن قيل إنما يستعاذ من الفاجر فكيف قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قيل هذا كقول القائل إن كنت مؤمنا فلا تظلمني أي ينبغي أن يكون إيمانك مانعا من الظلم وكذلك هاهنا معناه وينبغي أن يكون تقواك مانعا لك من الفجور 19 (قالت) مريم (أنى) من أين (يكون لي غلام ولم يمسسني بشر) لم يقرني زوج (ولم أك بغيا) فاجرة تريد أن الولد إنما يكون من نكاح أو سفاح ولم يكن هنا واحد منهما 21 (قال) جبريل (كذلك) قيل معناه كما قلت يا مريم ولكن (قال ربك) وقيل هكذا قال ربك (هو علي هين) أي خلق ولد بلا أب (ولنجعله آية) علامة (للناس) دلالة على قدرتنا (ورحمة منا) ونعمة لمن تبعه على دينه (وكان) ذلك (أمرا مقضيا) محكوما مفروغا عنه لا يرد ولا يبدل 22 قوله عز وجل (فحملته) قيل إن جبريل رفع عنها درعها فنفخ في جيبها فحملت حين لبست
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»