تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٩٧
سورة مريم من الآية 43 حتى الآية 46 الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنا الحسين بن الحسن أنا ابن المبارك أنا يحيى بن عبد الله قال سمعت أبي قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ ما من أحد يموت إلا ندم \ قال فما ندمه يا رسول الله قال \ إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع \ (وهم في غفلة) أي عما يفعل بهم في الآخرة (وهم لا يؤمنون) لا يصدقون 40 قوله عز وجل (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها) أي نميت سكان الأرض ونهلكهم جميعا ويبقى الرب وحده فيرثهم (وإلينا يرجعون) فنجزيهم بأعمالهم 41 (واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا) الصديق الكثير الصدق القائم عليه وقيل من صدق الله في وحدانيته وصدق أنبياءه ورسله وصدق بالبعث وقام بالأوامر فعمل بها فهو الصديق والنبي العالي في الرتبة بإرسال الله تعالى إياه 42 قوله تعالى (إذ قال) إبراهيم (لأبيه) آزر وهو يعبد الأصنام (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع) صوتا (ولا يبصر) شيئا (ولا يغني عنك) أي لا يكفيك (شيئا) 43 (يا أبت إني قد جاءني من العلم) بالله والمعرفة (ما لم يأتك فاتبعني) على ديني (أهدك صراطا سويا) مستقيما 44 (يا أبت لا تعبد الشيطان) لا تطعه فيما يزيد لك من الكفر والشرك (إن الشيطان كان للرحمن عصيا) عاصيا كان بمعنى الحال أي هو كذلك 45 (يا أبت إني أخاف) أي أعلم (أن يمسك) يصيبك (عذاب من الرحمن) إن أقمت على الكفر (فتكون للشيطان وليا) قرينا في النار (قال) أبوه مجيبا له (أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته) لئن لم تسكت وترجع عن عيبك آلهتنا وشتمك إياها (لأرجمنك) قال الكلبي ومقاتل والضحاك لأشتمنك ولأبعدنك عني بالقول القبيح قال ابن عباس لأضربنك وقال الحسن لأقتلنك بالحجارة (واهجرني مليا) قال الكلبي اجتنبني طويلا وقال مجاهد وعكرمة حينا وقال سعيد بن جبير دهرا أصله المكث ومنه يقال تمليت حينا والملوان الليل والنهار وقال قتادة وعطاء سالما وقال ابن عباس اعتزلني
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»