تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٨٧
البحر) أي ماؤه (قبل أن تنفد) قرأ حمزة والكسائي (ينفد) بالياء لتقدم الفعل والباقون بالتاء (كلمات ربي) أي علمه وحكمه (ولو جئنا بمثله مددا) معناه لو كان الخلائق يكتبون والبحر يمدهم لنفد البحر ولم تنفد كلمات الله ولو جئنا بمثله مددا بمثل ماء البحر في كثرته مدادا وزيادة نظيره قوله تعالى (لو أن ما في الأرض من سجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) 110 (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) قال ابن عباس علم الله رسوله التواضع لئلا يزهو على خلقه فأمره الله أن يقر فيقول أنا آدمي مثلكم إلا إني خصصت بالوحي وأكرمني الله به يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد لا شريك له (فمن كان يرجو لقاء ربه) أي يخاف المصير إليه وقيل يأمل رؤية ربه فالرجاء يكون بمعنى الخوف والأمل جميعا قال الشاعر (فلا كل ما ترجو من الخير كائن ولا كل ما ترجو من الشر واقع) فجمع به المعنيين (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) أي لا يرائي بعمله أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنبأنا أبو نعيم أنا سفيان عن سلمة هو ابن كهيل قال سمعت جندبا يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم \ من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به \ وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال \ إن أخوفم ا أخاف عليكم الشرك الأصغر \ قالوا يا رسول الله وما الشرك الأصغر قال \ الرياء \ أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا أبي ثنا شعيب قال ثنا الليث عن أبي الهاد عن عمرو عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ إن الله تبارك وتعالى يقول \ أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري فأنا منه بريء هو للذي عمله \ أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا حفص بن عمر ثنا همام عن قتادة عن سالم بن الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال \ وأخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أبو منصور السمعاني ثنا أبو جعفر الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا أبو الأسود ثنا ابن لهيعة عن زياد عن سهل هو ابن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نورا من قدميه إلى رأسه ومن قرأها كلها كانت له نورا من الأرض إلى السماء \
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»