سورة مريم من الآية 34 وحتى الآية 37 31 (وجعلني مباركا أينما كنت) أي نفاعا حيث ما توجهت وقال مجاهد معلما للخير وقال عطاء أدعو إلى الله وإلى توحيده وعبادته وقيل مباركا على من تبعني (وأوصاني بالصلاة والزكاة) أي أمرني بهما فإن قيل لم يكن لعيسى مال فكيف يؤمر بالزكاة قيل معناه بالزكاة لو كان لي مال وقيل أوصاني بالزكاة أي أمرني أن أوصيكم بالزكاة وقيل بالاستكثار من الخير (ما دمت حيا) 32 (وبرا بوالدتي) أي وجعلني برا بوالدتي (ولم يجعلني جبارا شقيا) أي عاصيا لربه وقيل الشقي الذي يذنب ولا يتوب 33 (والسلام علي يوم ولدت) أي السلام عند الولادة من طعن الشيطان (ويوم أموت) أي عند الموت من الشرك (ويوم أبعث حيا) من الأهوال فلما كلمهم عيسى بهذا علموا براءة مريم ثم سكت عيسى عليه السلام فلم يتكلم بعد ذلك حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الصبيان 34 (ذلك عيسى ابن مريم) قال الزجاج أي ذلك الذي قال إني عبد الله عيسى ابن مريم (قول الحق) قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (قول الحق) بنصب اللام وهو نصب على المصدر أي قال قول الحق (الذي فيه يمترون) يختلفون فقائل يقول هو ابن الله وقائل يقول هو الله وقائل يقول هو ساحر كذاب وقرأ الآخرون برفع اللام يعني هو قول الحق أي هذا الكلام هو قول الحق أضاف القول إلى الحق كما قال حق اليقين ووعد الصدق وقيل هو نعت لعيسى ابن مريم يعني ذلك عيسى ابن مريم كلمة الله الحق هو الله الذي فيه يمترون ويشكون ويختلفون ويقولون غير الحق ثم نفى عن نفسه الولد ثم عظم نفسه فقال 35 (ما كان لله أن يتخذ من ولد) أي ما كان من صفته اتخاذ الولد وقيل اللام منقولة أي ما كان الله أن يتخذ من ولد (سبحانه إذا قضى أمرا) إذا أراد أن يحدث أمرا (فإنما يقول له كن فيكون) 36 (وإن الله ربي وربكم) قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو (أن الله) بفتح الألف يرجع إلى قوله (وأوصاني بالصلاة والزكاة) وبأن الله ربي وربكم وقرأ أهل الشام والكوفة ويعقوب بكسر الألف على الاستئناف (فاعبدوه هذا صراط مستقيم) 37 قوله (فاختلف الأحزاب من بينهم) يعني النصارى سموا أحزابا لأنهم تحزبوا ثلاث فرق في أمر
(١٩٥)