سورة مريم من الآية 68 وحتى الآية 71 الأرض إذا أردنا الزول إليها وما خلفنا السماء إذا نزلنا منها وما بين ذلك الهواء يريد أن ذلك كله لله عز وجل فلا نقدر على شيء إلا بأمره (وما كان ربك نسيا) أي ناسيا يقول ما نسيك ربك أي ما تركك والناس التارك 65 (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته) أي اصبر على أمره ونهيه (هل تعلم له سميا) قال ابن عباس رضي الله عنهما مثلا وقال سعيد بن جبير عدلا وقال الكلبي هل تعلم أحدا يسمى الله غيره 66 قال الله عز وجل (أولا يذكر) أي يتذكر ويتفكر وقرأ نافع وابن عامر وعاصم ويعقوب يذكر خفيف (الإنسان) يعني أبي بن خلف (إنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) أي لا يتفكر هذا الجاحد في بدء خلقه فيستدل به على الإعادة ثم أقسم بنفسه فقال 68 (فوربك لنحشرنهم) أي لنجمعنهم في المعاد يعني المشركين المنكرين للبعث (والشياطين) مع الشياطين وذلك أنه يحشر كل كافر مع شيطانه في سلسلة (ثم لنحضرنهم حول جهنم) قيل في جهنم (جثيا) قال ابن عباس رضي الله عنه جماعات جمع جثوة وقال الحسن والضحاك جمع جاث أي جاثين على الركب قال السدي قائمين على الركب لضيق المكان 69 (ثم لننزعن) لنخرجن (من كل شيعة) أي من كل أمة وأهل دين من الكفار (أيهم أشد على الرحمن عتيا) عتوا قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني جرأة وقال مجاهد فجورا يريد الأعتى فالأعتى وقال الكلبي قائدهم ورأسهم في الشر يريد أنه يقدم في إدخال النار من هو أكبر جرما وأشد كفرا وفي بعض الآثار أنهم يحضرون جميعا حول جهنم مسلمين مغلولين ثم يقدم الأكفر فالأكفر ورفع (أيهم) على معنى الذي يقال لهم أيهم أشد على الرحمن عتيا وقيل على الاستئناف ثم لننزعن يعمل في موضع من كل شيعة 70 (ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا) أي أحق بدخول النار يقال صلي يصلى صليا مثل لقي يلقى لقيا وصلى يصلي صليا مثل مضى يمضي مضيا إذا دخل النار وقاسى حرها 71 (وإن منكم إلا واردها) أي وما منكم إلا واردها وقيل القسم في مضمر أي والله ما منكم من أحد
(٢٠٣)