تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٩٩
سورة الأعراف (145) أمة إذا أشرف أحدهم على شرف كبر الله فإذا هبط واديا حمد الله الصعيد لهم طهور والأرض لهم مسجد حيث ما كانوا يتطهرون من الجنابة طهورهم بالصعيد كطهورهم بالماء حيث لا يجدون الماء غر محجلون من آثار الوضوء فاجعلهم أمتي قال هي أمة محمد قال رب إني أجد أمة إذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة مثلها وإن عملها كتبت بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه وإن عملها كتبت بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه وإن عملها كتبت له سيئة مثلها فاجعلهم أمتي قال هي أمة محمد فقال رب إني أجد أمة مرحومة ضعفاء يرثون الكتاب من الذين اصطفيتهم فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فلا أجد أحدا منهم إلا مرحوما فاجعلهم أمتي قال هي أمة أحمد قال رب إني أجد أمة مصاحفهم في صدورهم يلبسون ألوان ثياب أهل الجنة يصفون في صلاتهم صفوف الملائكة أصواتهم في مساجدهم كدوي النحل لا يدخل النار أحد منهم أبدا إلا من يرى الحساب مثل ما يرى له الحجر من وراء البحر فاجعلهم أمتي قال هي أمة أحمد فلما عجب موسى من الخير الذي أعطى الله محمدا وأمته قال يا ليتني من أصحاب محمد فأوحى الله إليه ثلاث آيات يرضيه بهن (يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي) إلى قوله (سأريكم دار الفاسقين ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) قال فرضي موسى كل الرضا قوله تعالى (وكتبنا له) يعني لموسى (في الألواح) قال ابن عباس يريد ألواح التوراة وفيء الحديث كانت من سدر الجنة طول اللوح اثنا عشر ذراعا وجاء في أحاديث خلق الله آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس شجرة طوبى بيده وقال الحسن كانت الألواح من الخشب قال الكلبي كانت من زبر جدة خصراء وقال سعيد بن جبير كانت من ياقوت أحمر وقال البيع بن أنس كانت الألواح من برد وقال ابن جريج كانت من زمرد أمر الله جبريل حتى جاء بها من عدن وكتبها بالقلم الذي كتب به الذكر واستمد من نهر النور قال وهب أمر الله بقطع الألواح من صخرة صماء لينها الله له فقطعها بيده ثم شققها بيده وسمع مسوى صرير القلم بالكلمات العشرة وكان ذلك في أول يوم من ذي القعدة وكانت الألواح عشرة أذرع على طول موسى وقال مقاتل ووهب (وكتبنا له في الأواح) كنقش الخاتم وقال الربيع بن أنس نزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير يقرأ الجزء منه في سنة لم يقرأه إلا أربعة نفر موسى ويوشع وعزير وعيسى وقال الحسن هذه الآية في التوراة ألف آية يعني (وكتبنا له في الألواح) (من كل شيء) مما أمروا به ونهوا عنه (موعظة) نهيا عن الجهل وحقيقة
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»