سورة الأعراف (147 150) (وال 1 ين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) أي لقاء الدار الآخرة التي هي موعد الثواب والعقاب (حبطت أعمالهم) بطلت وصارت كألم تكن (هل يجزون) في العقبى (إلا ما كانوا) أي إلا جزاء ما كانوا (يعملون) في الدنيا قوله تعالى (واتخذ قوم موسى من بعده) أي من بعد انطلاقه إلى الجبل (من حليهم) التي استعارها من قوم فرعون قرأ حمزة والكسائي (من حليهم) بكسر الحاء وسكون اللام خفيف اتخذ السامري منها (عجلا) وألقى في فمه من تراب أثر فرس جبريل فتحول عجلا (جسدا) حيا ولحما ودما (له خوار) وهو صوت البقر وهذا قول ابن عباس والحسن وقتادة وجمعة أهل التفسير وقيل كان جسدا مجسدا من ذهب لا روح فهي كان يسمع منه صوت وقيل كان يسمع صوت حفيف الريح يدخل ف جوفه ويخرج والأول أصح وقيل إنه ما خار إلا مرة واحدة وقيل إنه كان يخور كثيرا فكلما خار سجدوا له وإذا سكت رفعوا رؤسهم وقال وهب كان يسمع منه الخوار وهو لا يتحرك وقال السدي كان يخور ويمشي (ألم يروا) يعني الذين عبدوا العجل (أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا) قال الله عز وجل (اتخذوه وكانوا ظالمين) أي اتخذوه إلها وكانوا كافرين (ولما سقط في أيديهم) أي ندموا على عبادة العجل تقول العرب لكل نادم على أمر قد سقط في يديه (ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا) يتب علينا ربنا (ويغفر لنا) يتجاوز عنا (لنكونن من الخاسرين) قرأ حمزة والكسائي (ترحمنا وتغفر لنا) بالتاء فيهما (ربنا) بنصب الباء وكان هذا الندم والاستغفار منهم بعد رجوع موسى إليهم قوله تعالى (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا) قال أبو الدرداء الأسف شديد الغضب وقال ابن عباس والسدي أسفا أي حزينا والأسف أشد الحزن (قال بئسما خلفتموني من بعدي) أي بئس ما عملتهم بعد ذهابي يقال خلفه بخير
(٢٠١)