تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٩٨
سورة الأعراف (144) ووقعت ثلاثة بمكة ثور وثبير وحراء قوله عز وجل (وخر موسى صعقا) قال ابن عباس والحسن مغشيا عليه وقال قتادة ميتا وقال الكلبي خر موسى صعقا يوم الخميس يوم عرفة وأعطي التوراة يوم الجمعة يوم النحر قال الواقدي لما خر موسى صعقا قالت ملائكة السماوات ما لانب عمران وسؤال الرؤية وفي بعض الكتب أن ملائكة السماوات أتوا موسى وهو مغشي عليه فجعلوا يركلونه بأرجلهم ويقولون يا ابن النساء الحيض أطمعت في رؤية رب العزة (فلما أفاق) موسى من صعقته وثاب إليه عقله عرف أنه قد سأل امرا عظيما لا ينبغي له (قال سبحانك تبت إليك) عن سؤال الرؤية (وأنا أول المؤمنين) بأنك لا ترى في الدنيا وقال مجاهد والسدي وأنا أول من آمن بك من بني إسرائيل (قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس) أي اخترتك قرأ ابن كثير وأبو عمرو (إني) بفتح الياء وكذلك (أخي أشدد) (برسالاتي) قرأ أهل الحجاز برسالتي على التوحيد والآخرون بالجمع (وبكلامي فخذ ما آتيتك) أعطيتك (وكن من الشاكرين) لله على نعمه فإن قيل فما معنى قوله (اصطفيتك على الناس برسالاتي) وقد أعطى غيره الرسالة قيل لما لم تكن الرسالة على العموم في حق الناس كافة اصطفيتك على الناس وإن شاركه فيه غيره كما يقول الرجل خصتك بمشورتي وإن شاور غيه إذا لم تكن المشورة على العمم يكون مستقيما وفي القصة أن موسى كان بعدما كلمه ربه لا يستطيع أحد أ ينظر إليه لما غشي وجهه من النور ولم يزل على وجهه برقع حتى مات وقالت له امرأته أنا لم أرك منذ كلمك ربك فكشف لها وجهه فأخذها مثل شاع الشمس فوضعت يدها على وجهها وخرجت لله ساجدة وقالت ادع الله أن يجعلني زوجتك في الجنة قال ذلك لك إن لم تتزوجي بعدي فإن المرأة لآخر أزواجها أخبرنا أ [و سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي المزكي أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن إسحاق السراج حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا رشد بن أسعد بن عبد الرحمن المغافري عن أبه عن كعب الأحبار أن موسى نظر عند سعيد في التوراة فقال إني أجد أمة خير الأمم أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله وبالكتاب الأول وبالكتاب الآخر ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجال رب اجعلهم أمتي قال هي أمة محمد يا موسى فقال ربي إني أجد أمة هم الحمادون لله على كل حال رعاة الشمس المحكمون إذا أرادوا أمرا قالوا نفعل إن شاء الله فاجعلهم أمتي قال هي أمة محمد فقال رب إني أجد أمة يأكلون كفاراتهم وصدقاتهم وكان الأولون يحرقون صدقاتهم بالنار وهم المستجيبون والمستجاب لهم الشافعون المشفوع لهم فاجعلهم أمتي قال هي أمة محمد فقال يا رب إني أجد
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»