سورة الأعراف (154 155) قوله تبارك وتعالى (ولما سكت) أي سكن (عن موسى الغضب أخذ الألواح) التي كان ألقاها وقد ذهبت ستة أسباعها (وفي نسختها) اختلفوا فيه قيل أراد بها الألواح لأنها نسخت من اللوح المحفوظ وقيل إن موسى لما ألقى الألواح تكسرت فنسخ منها نسخة أخرى فهو المراد من قوله (وفي نسختها) وقيل أراد وفيما نسخ منها وقال عطاء فيما بقي منها وقال ابن عباس وعمرو ابن دينار لما ألقى موسى الألواح فكسرت صام أربعين يوما فردت عليه في لوحين كان فيه (هدى ورحمة) أي هدى من الضلالة ورحمة من العذاب (للذين هم لربهم يرهبون) أي للخائفين من ربهم واللام في (لربهم) زيادة للتوكيد كقوله (ردف لكم) وقال الكسائي إن تقدمت قبل الفعل حسنت كقوله (للرؤيا تعبرون) قال قطرب أراد من رهبم يرهبون قيل أراد راهبون وقيل أراد راهبون لربهم قوله تعالى (واختار موسى قومه) أي من قومه فانتصب لنزع حرف الصفة (سبعين رجلا لميقاتنا) وفيه دليل على أن كلهم لم يعبدوا العجل قال السدي أمر الله تعال موسى أن يأتيه في ناس من بني إسرائي يعتذرون إليه من عبادة لعجل فاختار موسى من قومه سبعين رجلا (فلما) أتوا ذلك المكان قاولا لن يؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة فماتوا قال ابن إسحاق اختارهم ليتوبوا إليه مما صنعوا ويسألوا التوبة على من تركوا وراءهم من قومهم فهذا يدل على أن كلهم عبدوا العجل قال قتادة وابن جريج ومحمد بن كعب (أخذتهم الرجفة) لأنهم لم يزايلوا قومهم حين عبدوا العجل ولم يأمروهم بالمعروف لم ينهوهم عن المنكر وقال ابن عباس إن السبعين الذين قاولا (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة) كانوا قبل السبعين رجلا فاختارهم وبرز بهم ليدعوا ربهم فكان فيما دعوا أن قالوا اللهم اعطنا ما لم تعطه أحدا قبلنا ولا تعطه أحدا بعدنا فكره الله ذلك من دعائهم فأخذتهم الرجفة قال وهب لم تكن الرجفة صوتا ولكن القوم لما رأوا تلك الهيبة أخذتهم الرعدة من دعائهم فأخذتهم الرجفة قال وهب لم تكن الرجفة صوتا ولكن القوم لما رأوا تلك الهبة أخذتهم الرعدة وقلقوا ورجفوا حتى كادت أن تبين منهم مفاصلهم فلما رأى موسى ذلك رحمهم وخاف عليهم الموت واشتد عليه فقهم وكانوا له وزراء على الخير سامعين مطيعين فعند ذلك دعا وبكى وناشد ربه فكشف الله عنهم تلك الرجفة فاطمأنوا وسمعوا كلم ربهم فذلك قوله عز وجل (قال) يعني موسى (رب ل شئت أهلكتهم من قبل) يعني عن عبادة العجل (وإياي) بقتل القبطي (أتهلكنا بما فعل
(٢٠٣)