سورة الأعراف (146) الموعظة التذكير والتحذير مما يخاف عاقتبه (وتفصيلا لكل شيء) أي تبيينا لكل شيء من الأمر والنهي والحلال والحرام والحدود والأحكام (فخذها بقوة) أي بجد واجتهاد وقيل بقوة القلب وصحة العزيمة لأنه إذا اخذه بضعف النية أداه إلى الفتور (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) قال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما يحلوا حلالها ويحرموا حرامها ويتدبروا أمثالها ويعملوا بمحكمها ويقفوا عند متشابهها وكان موسى عليه السلام أشد عبادة من قومه فأمر بما لم يؤمروا به قال قطرب بأحسنها أي بحسنها وكلها حسن وقيل أحسنها الفرائض والنوافل وهي ما يستحق عليها الثواب وما دونها المباح لأنه لا يستحق عليه الثواب وقيل بأحسنها بأحسن الأمرين في كل شيء كالعفو أحسن من القصاص والصبر أحسن من الانتصار (سأريكم دار الفاسقين) قال مجاهد مصيرها في الآخرة قال الحسن وعطاء يعني جهنم يحذركم أن تكونوا مثلهم وقال قتادة وغيره سأدخلكم الشأم فأريكمن منازل القرون الماضية الذين خالفوا أمر الله لتعتبروا بها قال عطية العوفي أراد دار فرعون وقومه وهي مصر يدل عليه قراءة قسمة بن زهير (سأورثكم دار الفاسقين) وقال السدي دار الفاسقين مصارع الكفار وقال الكلبي ما مروا عليه إذا سافروا من منازل عاد وثمود والقرون الذين أهلكوا قوله تعالى (سأصرف عن آياتي الذي يتكبرون في الأرض بغير الحق) قال ابن عبسا يريد الذين يتجبرون على عبادي ويحاربون أوليائي حتى لا يؤمنوا بي يعني سأصرفهم عن قبول آياتي والتصديق بها عوقبوا بحرمان الهداية لعنادهم للحق كقوله (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) قال سفيان بن عيينة ساء منعهم فهم القرآن قال ابن دريج يعني عن خلق السماوات والأرض وا فيهما أي سأصرفهم أن يتفكروا فيها ويفكروا فيها ويعتبروا بها وقيل حكم الآية لأهل مصر خاصة وأراد وأراد بالآيات الآيات التسع التي أعطاها الله تعالى موسى والأكثرون على أن الآية عامة (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا) يعني هؤلاء المتكبرين (سبيل الرشد) قرأ حمزة والكسائي (الرشد) بفتح الراء والشين والآخرون بضم الراء وسكون الشين وهما لغتان كالسقم والسقم والبخل والبخل والحزن والحزن وكان أبو عمر يفرق بينهما فيقول الرشد بالضم الصلاح في الأمر وبالفتح الاستقامة في الدين ومعنى الآية وإن يروا طريق الهدى والسداد (لا يتخذوه) لأنفسهم (سبيلا) (وإن يروا سبيل الغي) أي طريق الضلال (يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) عن التفكر فيها والاتعاظ بها غافلين ساهين
(٢٠٠)