سورة الأعراف (156 157) السفهاء منا) يعني عبدة العجل وظن موسى أنهم عوقبوا باتخاذ بني إسرائيل العجل وقال هذه على طرق السؤال يسأل أتهلكنا بفعل السفهاء وقال المبرد (أهلكنا بما فعل السفهاء منا) استفهام استعطاف أي لا تهلكنا وقد علم موسى عليه السالم أن الله تعالى أعدل من أن يأخذ بجريرة الجاني غيره قوله تعالى (إن هي إلا فتنتك) أي التي وقع فيها السفهاء لم تكن إلا اختبارك وابتلاءك أضللت بها قوما فاقتفوا وهديت قوما فعصمتهم حتى ثبتوا على دينك فذلك هو معن قوله (تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا) ناصرنا وحافظنا (فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين) (واكتب لنا) أوجب لنا (في هذه الدنيا حسنة) النعمة والعافية (وفي الآخرة) أي وفي الآخرة (حسنة) أي المغفرة والجنة (إنا هدنا إليك) أي تبنا إليك (قال) الله تعالى (عذابي أصيب به من أشاء) من خلقي (ورحمتي وسعت) أي عمت (كل شيء) قال الحسن وقتادة وسعت رحمته في الدنيا البر والفاجر وهي يوم القيامة للمتقين خاصة قال عطية العوفي وسعت كل شيء ولكن لا تجب إلا للذين يتقون وذلك أن الكافرين يرزقون ويدفع عنهم بالمؤمنين لسعة رحمة الله للمؤمنين فيعيشون فيها فإذا صار إلى الأخرة وجبت للمؤمنين خاصة كالمستضيء بنار غيره إذا ذهب صاحب السراج بسراجه قال ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة وابن جريج لما نزلت (ورحمتي وسعت كل شيء) قال إبليس أنا من ذلك الشيء فقال الله سبحانه وتعالى (فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) فتمناها اليهود والنصارى وقالوا نحن نتقي ونؤتي الزكاة ونؤمن فجعلها الله لهذه الأمة فقال (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) الآية قال نوف البكالي الحميري لما اختار موسى سبعين رجلا قال الله تعاى ل لموسى أجعل لكم الأرض مسجدا وطهورا تصلون حيث أردكتكم الصلاة إلا عند مرحاض أو
(٢٠٤)