(أو أمن) قرأ أهل الحجاز والشام (أو أمن) بسكون الواو والباقون بفتحها (أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى) أي نهارا والضحى صدر النهار ووقت انبساط الشمس (وهم يلعبون) ساهون لاهون (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) ومكر الله استدراجه إياهم بما أنعم عليهم في دنياهم وقال عطية يعني أخذه وعذابه (أولم يهد) قرأ قتادة ويعقوب (نهد) بالنون على التعظيم والباقون بالياء على التفريد يعني أ لم يتبين (للذين يرثون الأرض من بعد) هلاك (أهلها) الذين كانوا فيها (أن لو نشاء أصبناهم) أي أخذناهم وعاقبناهم (بذنوبهم) كما عاقبنا من قبلهم (ونطبع) نختم (على قلوبهم فهم لا يسمعون) الإيمان ولا يقبلون الموعظة قال الزجاج قوله (ونطبع) منقطع عما قبله لأن قوله (أصبناهم) ماض و (نطبع) مستقبل (تلك القرى) أي هذه القرى التي ذكرت لك أمرها وأمر أهلها يعني قرى قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وشعيب (نقص عليك من أنبائها) أخبارها لما فيها من الاعتبار (ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات) بالآيات والمعجزات والعجائب (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل) أي فما كانوا ليؤمنوا بعد رؤية المعجزات والعجائب بما كذبوا من قبل رؤيتهم تلك العجائب نظيره قوله عز وجل (قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرون) قال ابن عبسا والسدي يعني فما كان هؤلاء الكفار الذين أهلكناهم لؤمنوا عند إرسال الرسل بما كذبوا من قبل يوم أخذ ميثاقهم حين أخرجهم من ظهر آدم فأقروا باللسان وأضمروا التكذيب وقال مجاهد معناه فما كانوا لو أحييناهم بعد إهلاكهم ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل هلاكهم لقوله عز وجل (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) قال يمان بن رباب هذا على معنى أن كل نبي أنذر قومه بالعذاب فكذبوه يقول ما كانوا ليؤمنوا بما كذب به أوائلهم من الأمم الخالية بل كذبوا بما كذب أوائلهم نظيره قوله عز وجل (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول
(١٨٤)