سورة الأعراف (93 97) (فتولى عنهم) أعرض عنهم شعيب شاخصا من بين أظهرهم حين أتاهم العذاب (وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى) أحزن (على قوم كافرين) والأسى الحزن والأسى الصبر قوله (وما أرسلنا في قرية من نبي) فيه إضمار يعني فكذبوه (إلا أخذنا) عاقبنا (أهلها) حين لم يؤمنوا (بالبأساء والضراء) قال ابن مسعود البأساء الفقر والضراء المرض وهذا معنى قول من قال البأساء ي المال والضراء ف النفس وقيل البأساء البؤس وضيق العيش والضراء والضر سوء الحال وقيل البأساء في الحزن والضراء في الجدب (لعلهم يضرعون) لكي يتضرعوا فيتوبوا (ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة) يعني النعمة والسعة والخصب والصحة (حتى عفوا) أي كثروا وازدادوا أو كثرت أموالهم يقال عفا الشعر إذا كثر قال مجاهد كثرت أموالهم وأولادهم (وقالوا) من غرتهم وغفلتهم بعد ما صاروا إلى الرخاء (قد مس آباءنا الضراء والسراء) أي هكذا كانت عادة الدهر قديما لنا ولآبائنا ولم يكن ما مسنا من الضراء عقوبة من الله فكونوا على ما أنتم عليه كما كان آباؤكم فإنهم لم يتركوا دينهم لما أصابهم من الضراء قال الله تعالى عز وجل (فأخذناهم بغتة) فجأة آمن ما كانوا (وهم لا يشعرون) بنزول العذاب (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) يعني المطر من السماء والنبات من الأرض وأصل البركة المواظبة على الشيء أي تابعنا عليهم المطر والنبات ورفعنا عنهم القحط والجدب (ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) من الأعمال الخبيثة (أفأمن أهل القرى) الذين كفروا وكذبوا يعني مكة وما حولها (أن يأتيهم بأسنا) عذابنا (بياتا) ليلا (وهم نائمون)
(١٨٣)