تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٨٩
سورة الأعراف (126 128) (وما تنقم منا) أي ما تكره منا وقال الضحاك وغيره وما تطعن علينا وقال عطاء مالنا عندك من ذنب تعذبنا عليه (إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا) ثم فزعوا إلى الله عز وجل فقالوا (ربنا أفرغ) أصيب (علينا صبرا وتوفنا مسلمين) ذكر الكلبي أن فرعون قطع أيديهم وأرجلهم وصلبهم وذكر غيره أنه لم يقدر عليهم لقوله تعالى (لا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون) (وقال الملأ من قوم فرعون) له (أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض) وأرادوا بالإفساد في الأرض دعاءهم الناس إلى مخالفة فرعون في عبادته (ويذرك) أي وليذرك (وآلهتك) فلا يعبدك ولا يعبدها قال ابن عباس كان لفرعون بقرة يبعدها وكان إذا رأى بقرة حسناء أمرهم أن يعبدوها فلذلك أخرج السامري لهم عجلا وقال الحسن كان قد علق على عنقه صليبا يعبده وقال السدي كان فرعون قد اتخذ لقومه أصناما وأمرهم بعبادتها وقال لقومه هذه آلهتكم أراد بها أنه ربها وربكم فذلك قوله (أنا ربكم الأعلى) وقرأ ابن مسعود وابن عباس والشعبي والضحاك (ويذرك وإلهتك) بكسر الألف أي عبادتك فلا يعبدك لأن فرعون كان يعبد ولا يعبد وقيل أراد بالآلهة الشمس وكانوا يعبدونها قال الشاعر (تروحنا من اللعباء قصرا وأعجلنا الالاهة أن تؤبا) (قال) فرعون (سنقتل أبناءهم) قرأ أهل الحجاز (سنقتل) بالتخفيف من القتل وقرأ الآخرون بالتشديد من التقتيل على الكثير (ونستحيي نساءهم) نتركهن أحياء (وإنا فوقهم قاهرون) غالبون قال ابن عباس كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل في العام الذي قيل له أنه يولد مولود يذهب بملكك فلم يزل يقتلهم حتى أتاهم موسى بالرسالة وكان من أمره ما كان فقال فرعون أعيدوا عليهم القتل فأعادوا عليهم القتل فشكت ذلك بنو إسرائيل (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله) يعني أرض مصر (يورثها) يعطيها (من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) النصر والظفر وقيل السعادة والشهادة وقيل الجنة
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»