تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٨٢
سورة الأعراف (90 92) شيء علما) أحاط علمه بكل شيء (على الله توكلنا) فيما توعدوننا فيه ثم عاد شعيب بعد ما أيس من فلاحهم فقال (ربنا افتح بيننا وبين قومنا) أي اقض بيننا (بالحق) والفتاح القاضي (وأنت خير الفاتحين) أي الحاكمين (قال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا) تركتم دينكم (إنكم إذا لخاسرون) مغبونون قال عطاء جاهدون قال الضحاك عجزة (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين) قال الكلبي الزلزلة وقال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره فتح الله عليهم بابا من جهنم فأرسل عليهم حرا شديدا فأخذ بأنفاسهم ولم ينفعهم ظل ولا ماء فكانوا يدخلون الأسراب ليبردوا فيها فإذا دخلوها وجدوها أشد حرا من الظاهر فخرجوا هربا إلى البرية فبعث الله سحابة فيها ريح طيبة فأظلتهم فنادى بعضهم بعضا وهي الظلة فوجدوا لها بردا ونسيما حتى اجتمعوا تحت السحابة رجالهم ونساؤهم وصبيانهم ألهبها الله عليهم نارا ورجفت بهم الأرض فاحترقوا كما يحترق الجراد المقلى وصاروا رمادا وروي أن الله تعالى حبس عنهم الريح سبعة أ] أم ثم سلط عليهم الحر قال يزيد الجريري سلط الله عليهم الحر سبعة أيام ثم رفع لهم جبل من بعيد فأتاه رجل فإذا تحته أنهار وعيون فاجتمعوا تحته كلهم فوقع ذلك الجبل عليهم ذلك قوله (عذاب يوم الظلة) قال قتادة بعث الله شعيبا إلى أصحاب الأيكة وأصحاب مدين أما أصحاب الأيكة فأهلكوا بالظلة وأما أصحاب مدين فأخذتهم الصيحة صاح بهم جبريل عليه السلام فهلكوا جميعا قال أبو عبد الله البجلي كان أبو جاد وهوز وحطى وكلمن وسعفص وقرشت ملوك مدين وكن ملكهم في زمن شعيب عليه السلام يوم الظلة كلمن فلما هلك قامت ابنته تبكيه (كلمن ق هد ركني هلكه وسط المحلة) (سيد القوم أتاه هلك نارا تحت ظله) (جعلت نارا عليه دارهم كالمضمحلة) وقوله تعالى (الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا بها) أي لم يقيموا لوم ينزلوا فيها من قولهم عنيت بالمكان إذا قمت به والمغاني المنازل واحدها مغنى وقيل كأن لم يتنعموا فيها (الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرون) لا المؤمنين كما زعموا
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»