سورة الأعراف (86 89) (ولا تقعدوا بكل صراط) أي على كل طريق (توعدون) تهددون (وتصدون عن سبيل الله) دين الله (من آمن به وتبغونها عوجا) زيغا وقيل تطلبون الإعوجاج في الدين والعدول عن القصد وذلك أنهم كانوا يجلسون على الطريق فيقولون لمن يريد الإيمان لشعيب إن شعيب كذاب فلا يفتنك عن دينك ويتوعدون المؤمنين بالقتل ويخوفونهم وقال السدي كانوا عشارين (واذكروا إذ كنتم قيلا فكثركم) فكثر عددهم (وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين) أي آخر أمر قوم لوط (وإن طان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا) أي إن اختلفتم في رسالتي فصرتم فرقتين مكذبين ومصدقين (فاصبروا حتى يحكم الله بيننا) بتعذيب المكذبين وإنجاء المصدقين (وهو خير الحاكمين) (قال الماء الذين استكبروا من قومه) يعني الرؤساء الذين تعظموا عن الإيمان به (لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا) لترجعن إلى ديننا الذي نحن عليه (قال) شعيب (أولو كنا كارهين) يعني أولو كنا أي إن كنا كارهين لذلك فتجبروننا عليه (قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها) بعد إذ أنقذنا الله منها (إلا أن يشاء الله ربنا) يقول إلا أن يكون قد سبق لنا في علم الله ومشيئته أنا نعود فيها فحينئذ يمضي قضاء الله فينا وينفذ حكمه علينا فإن قيل ما معنى قوله (أو لتعودن في ملتنا) (وما يكون لنا أن نعود فيها) ولم يكن شعيب قط على ملتهم حتى يصح قولهم ترجع إلى ملتنا قيل معناه أو لتدخلن في ملتنا فقال وما كان لنا أن ندخل فيها وقيل معناه إن صرنا في ملتكم ومعنى عاد صار وقيل أراد به قوم شعيب لأنهم كانوا كفارا فآمنوا فأجاب شعيب عنهم قوله (وسع ربنا كل
(١٨١)