تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٦٨
المؤمن مثل البلد الطيب يصيبه المطر فيخرج نباته بإذن ربه (والذي خبث) يريد الأرض السبخة التي (لا يخرج) نباتها (إلا نكدا) قرأ أبو جعفر بفتح الكاف وقرأ الآخرون بكسرها أي عسرا قليلا بعناء ومشقة فالأول مثل المؤمن الذي إذا سمع القرآن وعاه وعقله وانتفع به والثاني مثل الكافر الذي يسمع القرآن فلا يؤثر فيه كالبلد الخبيث الذي لا يتبين أثر المطر فيه (كذلك نصرف الآيات) نبينها (لقوم يشكرون) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب والكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به سورة الأعراف (59 62) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي قوله تعالى (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه) وهو نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس وهو أول نبي بعثه الله بعد إدريس وكان نجارا بعثه الله إلى قومه وهو ابن خمسين سنة وقال ابن عباس ابن أربعين سنة وقيل بعث وهو ابن مائتين وخمسين سنة وقال مقاتل ابن مائة سنة وقال ابن عباس سمي نوحا لكثرة ما ناح على نفسه واختلفوا في سبب نوحه فقال بعضهم لدعوته على قومه بالهلاك وقيل لمراجعته ربه في شأن ابنه كنعان وقيل لأنه مر بكلب مجذوم فقال اخسأ يا قبيح فأوحى الله تعالى إليه أعبتني أم عبت الكلب (فقال) لقومه (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) قرأ أبو جعفر والكسائي (من إله غيره) بكسر الراء حيث كان على نعت الآله وافق حمزة في سورة فاطر (هل من خالق غير الله) وقرأ الآخرون برفع الراء على التقديم تقديره ما لكم غيره من إله (إني أخاف عليكم) إن لم تؤمنوا (عذاب يوم عظيم) (قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال) خطأ وزوال عن الحق (مبين) بين (قال) نوح (يا قوم ليس بي ضلالة) ولم يقل ليست لأن معنى الضلالة الضلال أو على تقديم الفعل (ولكني رسول من رب العالمين) (أبلغكم) قرأ أبو عمرو (أبلغكم) بالتخفيف حيث كان من الإبلاغ لقوله (لقد
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»