ولا يقال متبارك ولا مبارك لأنه لم يرد به التوقيف (رب العالمين) سورة الأعراف (55 56) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (ادعوا ربكم تضرعا) تذللا واستكانة (وخفية) أي سرا قال الحسن بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفا ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم ذلك أن الله سبحانه يقول (ادعوا ربكم تضرعا وخفية) وإن الله ذكر عبدا صالحا ورضي فعله فقال (إذ نادى ربه نداء خفيا) إنه لا يحب المعتدين) قيل المعتدين في الدعاء وقال أبو مجلز هم الذين يسألون منازل الأنباء عليهم السلام أخبرنا عمر بن عبد العزيز الفاشاني أنبأنا القاسم بن جعفر الهاشمي أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي ثنا أبو داود السجستاني حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد يعني ابن سلمة أنبأنا سعيد الجرير عن أبي نعامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال يا بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء وقيل أراد به الاعتداء بالجهر قال ابن جريج من الاعتداء والصياح روينا عن أبي موسى قال لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر اشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وقال عطية هم الذين يدعون على المؤمنون فيما لا يحل فيقولون اللهم اخزهم اللهم العنهم. (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) أي لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء إلى غير طاعة الله بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل وبيان الشريعة والدعاء إلى طاعة الله وهذا معنى قول الحسن والسدي والضحاك والكلبي وقال عطية لا تعصوا في الأرض فيمسك الله المطر ويهلك الحرث بمعاصيكم فعلى هذا معنى قوله (بعد إصلاحها) أي بعد إصلاح الله إياها بالمطر والخصب (وادعوه خوفا وطمعا) أي خوفا منه ومن عذابه وطمعا فيما عنده من مغفرته وثوابه وقال ابن جريج خوف العدل وطمع الفضل (إن رحمة الله قريب من المحسنين) ولم يقل قريبة قال سعيد بن جبير الرحمة ههنا للثواب فرجع النعت إلى المعنى دون اللفظ كقوله (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) ولم يقل منها لأنه أراد الميراث والمال وقال الخليل بن أحمد القريب والبعيد يستوي فيهما المذكر والمؤنث والواحد والجمع قال أبو عمرو بن العلاء القريب في اللغة يكون
(١٦٦)