تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٦٣
أحد الأبوين دون الآخر يحبسون على الأعراف إلى أن يقضي الله بين الخلق ثم يدخلون الجنة وقال عبد العزيز بن يحيى الكتاني هم الذين ماتوا في الفترة ولم يبدلوا دينهم وقيل هم أطفال المشركين وقال الحسن هم أهل الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطلعون على أهل الجنة وأهل النار جميعا ويطالعون أحوال الفريقين قوله تعالى (يعرفون كلا بسيماهم) أي يعرفون أهل الجنة ببياض وجوههم وأهل النار بسواد وجوههم (ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم) أي إذا رأوا أهل الجنة قالوا سلام عليكم (لم يدخلوها) يعني أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة (وهم يطمعون) في دخولها قال أبو العالية ما جعل الله ذلك الطمع فيهم غلا كرامة يريدهم بهم قال الحسن الذي جعل الطمع في قلوبهم يوصلهم إلى ما يطمعون سورة الأعراف (47 49) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار) تعوذوا بالله (قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) يعني الكافرين في النار (ونادى أصحاب الأعراف رجالا) كانوا عظماء في الدنيا عن أهل النار (يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم) في الدنيا من المال والولد (وما كنتم تستكبرون) عن الإيمان قال الكلبي ينادون وهم على السور يا وليد بن المغيرة ويا أبا جهل بن هشام ويا فلان ثم ينظرون إلى الجنة فيرون فيها الفقراء والضعفاء ممن كانوا يستهزؤن بهم مثل سلمان وصهيب وخباب وبلال وأشباههم فيقول أصحاب الأعراف لأولئك الكفار (أهؤلاء) يعني هؤلاء الضعفاء (الذين أقسمتم) حلفتم (لا ينالهم الله برحمة) أي حلفتم أنهم لا يدخلون الجنة ثم يقال لأهل الأعراف (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) وفيه قول آخر أن أصحاب الأعراف إذا قالوا لأهل النار ما قالوا قال لهم أهل النار إن دخل أولئك الجنة فأنتم لم تدخلوها فيعيرونهم بذلك ويقسمون أنهم يدخلون النار فتقول الملائكة الذين حبسوا أصحاب الأعراف على الصراط لأهل النار أهؤلاء يعني أصحاب الأعراف الذين أقسمتم يا أهل النار أنه لا ينالهم الله برحمة ثم قالت الملائكة لأصحاب الأعراف ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون فيدخلون الجنة قوله تعالى (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا) أي صبوا (علينا من الماء أو مما رزقكم الله) أي أوسعوا علينا مما رزقكم الله من طعام الجنة قال عطاء عن ابن عباس لما صار أصحاب الأعراف إلى الجنة طمع أهل النار في الفرج وقالوا يا رب إن لنا قرابات من أهل الجنة فأذن
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»