تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٦٩
أبلغتكم) (رسالات ربي) ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وقرأ الآخرون بالتشديد من التبليغ لقوله تعالى (بلغ ما أنزل إليك) رسالات ربي (وأنصح لكم) يقال نصحته ونصحت له والنصح أن يريد لغيره من الخير ما يريد لنفسه (وأعلم من الله ما لا تعلمون) أن عذابه لا يرد عن القوم المجرمين سورة الأعراف (63 67) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (أوعجبتم) ألف استفهام دخلت على واو العطف (أن جاءكم ذكر من ربكم) قال ابن عباس رضي الله عنهما موعظة وقيل بيان وقيل رسالة (على رجل منكم لينذركم) عذاب الله إن لم تؤمنوا (ولتتقوا) أي لكي تتقوا الله (ولعلكم ترحمون) لكي ترحموا (فكذبوه) يعني كذبوا نوحا (فأنجيناه) من الطوفان (والذين معه في الفلك) في السفينة (وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين) أي كفارا قال ابن عباس عميت قلوبهم عن معرفة الله قال الزجاج عموا عن الحق والإيمان يقال رجل عم عن الحق وأعمى في البصر وقيل العمى والأعمى كالخضر والأخضر قال مقاتل عموا عن نزول العذاب وهو الغرق قوله تعالى (وإلى عاد أخاهم هودا) أي وأرسلنا إلى عاد وهو عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام وهي عاد الأولى أخاهم في النسب لا في الدين وهو هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عوص وقال ابن إسحاق هو ابن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح (قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون) أفلا تخافون (قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك) يا هود (في سفاهة) في حمق وجهالة قال ابن عباس رضي الله عنهما تدعو إلى دين لا تعرفه (وإنا لنظنك من الكاذبين) إنك رسول الله إلينا (قال) هو (يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين)
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»