تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٥٧
سورة الأعراف (31 33) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي قوله تعالى (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال أهل التفسير كانت بنو عامر يطوفون بالبيت عراة فأنزل الله عز وجل (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) يعني الثياب قال مجاهد ما يواري عورتك ولو عباءة قال الكلبي الزينة ما يواري العورة عند كل مسجد لطواف وصلاة (وكلوا واشربوا) قال الكلبي كانت بنو عامر لا يأكلون في أيام حجهم من الطعام إلا قوتا ولا يأكلون دسما يعظمون بذلك حجمهم فقال المسلمون نحن أحق أن نفعل ذلك يا رسول الله فأنزل الله عز وجل وكلوا يعني اللحم والدسم واشربوا (ولا تسرفوا) بتحريم ما أحل الله لكم من اللحم والدسم (إنه لا يحب المسرفين) الذين يفعلون ذلك قال ابن عباس كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأت خصلتان سرف ومخيلة قال علي بن الحسين بن واقد وقد جمع الله الطب كله في نصف آية فقال (كلوا واشربوا) قوله عز وجل (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده) يعني لبس الثياب في الطواف (والطيبات من الرزق) يعني اللحم والدسم في أيام الحج وعن ابن عباس وقتادة والطيبات من الرزق ما حرم أهل الجاهلية من البحائر والسوائب (قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) فيه حذف تقديره هي للذين آمنوا وللمشركين في الحياة والدنيا فإن أهل الشرك يشاركون المؤمنين في طيبات الدنيا وهي في الآخرة خالصة للمؤمنين لاحظ للمشركين فيها وقيل هي خالصة يوم القيامة من التنغيص والغم للمؤمنين فإنها لهم في الدنيا مع التنغيص والغم قرأ نافع (خالصة) رفع أي قل هي للذين آمنوا مشتركة في الدنيا خالصة يوم القيامة وقرأ الآخرون بالنصب على القطع (كذلك نفصل الآيات لقوم يعملون) (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن) يعني الطواف عراة (ما ظهر) طواف الرجال بالنهار (وما بطن) طواف النساء بالليل وقيل هو الزنا سرا وعلانية أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أغير من الله فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدحة من الله فلذلك مدح نفسه قوله عز وجل (والإثم)
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»