الكلبي ومقاتل استقر وقال أبو عبيدة صعد وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء فأما أهل السنة يقولون الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف يجب على الرجل الإيمان به ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى فأطرق رأسه مليا وعلاه الرحضاء ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أظنك إلا ضالا ثم أمر به فأخرج وروي عن سفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهات أمروها كما جاءت بلا كيف والعرش في اللغة هو السرير وقيل هو ما علا فأظل ومنه عرش الكروم وقيل العرش الملك (يغشي الليل النهار) قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر ويعقوب (يغشى) بالتشديد ها هنا وفي سورة الرعد والباقون بالتخفيف أي يأتي الليل على النهار فيغطيه وفيه حذف أي ويغشي النهار الليل ولم يذكره لدلالة الكلام عليه وذكر في آخر أخرى فقال (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) (يطلبه حثيثا) أي سريعا وذلك أنه إذا كان يعقب أحدهم الآخر ويخلفه فكأنه يطلبه (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) قرأ ابن عامر كلها بالرفع على الابتداء والخبر والباقون بالنصب وكذلك في سورة النحل عطفا على قوله (خلق السماوات والأرض) أي خلق هذه الأشياء مسخرات أي مذللات (بأمره ألا له الخلق والأمر) له الخلق لأنه خلقهم وله الأمر يأمر في خلقه بما يشاء قال سفيان بن عيينة فرق الله بين الخلق والمر فمن جمع بينهما فقد كفر (تبارك الله) أي تعالى الله وتعظم وقيل ارتفع والمبارك المرتفع وقيل تبارك تفاعل من البركة وهي النماء والزيادة أي البركة تكتسب وتنال بذكره وعن ابن عباس قال جاء بكل بركة وقال الحسن تجيء البركة من عنده وقيل تبارك تقدس والقدس الطهارة وقيل تبارك الله أي باسمه يتبرك في كل شيء وقال المحققون معنى هذه الصفة ثبت ودام بما لم يزل ولا يزال واصل البركة الثبوت ويقال تبارك الله
(١٦٥)