تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٦٠
سورة الأعراف (40 43) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبوا عنها لا تفتح) بالتاء خفف أبو عمرو وبالياء خفف حمزة والكسائي والباقون بالتاء والتشديد (لهم أبواب السماء) لأدعيتهم ولا لأعمالهم وقال ابن عباس لأرواحهم لأنها خبيثة لا يصعد بها بل يهوى بها إلى سجين إنما تفتح أبواب السماء لأرواح المؤمنين وأدعيتهم وأعمالهم (ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) أي حتى يدخل البعير في ثقب الإبرة والخياط والمخيط واحد وهو الإبرة والمراد منه أنهم لا يدخلون الجنة أبدا لأن الشيء إذا علق بما يستحيل كونه دل ذلك على تأكيد المنع كما يقال لا افعل ذلك حتى يشيب الغراب أو يبيض القار يريد لا أفعله أبدا (وكذلك نجزي المجرمين) (لهم من جهنم مهاد) أي فراش (ومن فوقهم غواش) أي لحف وهي جمع غاشية يعني ما غشاهم وغطاهم يريد إحاطة النار بهم من كل جانب كما قال الله (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) (وكذلك نجزي الظالمين) (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها) أي طاقتها وما لا تحرج فيه ولا تضيق عليه (أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) (ونزعنا) أخرجنا (ما في صدورهم من غل) من غش وعداوة كانت بينهم في الدنيا فجعلناهم إخوانا على سرر متقابلين لا يحسد بعضهم بعضا على شيء خص الله به بعضهم (تجري من تحتهم الأنهار) روى الحسن عن علي رضي الله عنه قال فينا والله أهل بدر نزلت (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) وقال علي رضي الله عنه أيضا إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال لهم الله عز وجل (ونزعنا ما في صدورهم من غل) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»