تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٥٤
يعني عن الأكل منها (وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين) أي بين العداوة قال محمد بن قيس ناداه ربه يا آدم أكلت منها وقد نهيتك قال رب أطعمتني حواء قال لحواء لم أطعمتيه قالت أمرتني الحية قال للحية لم أمرتيها قالت أمرني إبليس فقال الله أما أنت يا حواء فكما أدميت الشجرة فتدمين كل شهر وأما أنت يا حية فأقطع قوائمك فتمشين على بطنك ووجهك وسيشدخ رأسك من لقيك وأما أنت يا إبليس فملعون مدحور سورة الأعراف (23 26) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا) ضررناها بالمعصية (وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) الهالكين (قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) (قال فيها تحيون) يعني في الأرض تعيشون (وفيها تموتون ومنها تخرجون) أي من الأرض تخرجون من قبوركم للبعث قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (تخرجون) بفتح التاء ههنا وفي الزخرف وافق يعقوب ههنا وزاد حمزة والكسائي (وكذلك تخرجون) في أول الروم والباقون بضم التاء وفتح الراء فيهن (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم) أي خلقنا لكم (لباسا) وقيل إنما قال (أنزلنا) لأن اللباس يكون من نبات الأرض والنبات يكون بما ينزل من السماء فمعنى قوله أنزلنا (أي أنزلنا أسبابه وقيل كل بركات الأرض منسوبة إلى السماء كما قال تعالى (وأنزلنا الحديد) وإنما يستخرج الحديد من الأرض وسبب نزول هذه الآية أنهم كانوا في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة يقولون لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فكان الرجال يطوفون بالنهار والنساء بالليل عراة قال قتادة كانت المرأة تطوف وتضع يدها على فرجها وتقول (اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أجله) فأمر الله سبحانه بالستر فقال (قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم) يستر عوراتكم واحدتها سوأة سميت بها لأنه يسوء صاحبها انكشافها فلا تطوفوا عراة (وريشا) يعني مالا في قول ابن عباس
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»