من كفر من أصحاب المائدة وآل فرعون واختلف العلماء في المائدة هل نزلت أملا فقال مجاهد والحسن لم تنزل فإن الله عز وجل لما أوعدهم على كفرهم بعد نزول المائدة خافوا أن يكفر بعضعم فاستعفوا وقالوا لا نريدها فلم تنزل وقوله (إني منزلها عليكم) يعني إن سألتم والصحيح الذي عليه الأكثرون أنها نزلت لقوله تعالى (إني منزلها عليكم) ولا خلف في خبره لتواتر الخبار فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين واختلفوا في صفتها فروى خلاس بن عمرو عن عمار ابن ياسر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنهانزلت خبزا ولحما وقيل لهم إنها مقيمة لكم ما لكم تخونوا وتخبؤا فما مضى يومها حتى خانوا وخبؤا فمسخوا قردة وخنازير وقال ابن عباس رضي الله عنهما إن عيسى عليه السلام قال لهم صوموا ثلاثين يوما ثم سلوا ما شئتم يعطيكموه فصاموا فلما غرغوا قالوا يا عيسى إنا لو عملنا لأحدهما فقضينا عمله لا أطعمنا وسألوا الله المائدة فأقبلت الملائكة بمائدة يحملونها علها سبعة أرغفة وسبعة أحوات حتى وضعهتها بين أيدهم فاكل منها آخر الناس كما أكل أولهم قال كعب الأحبار نزلت مائدة منكوسة تطير بها الملائكة بين السماء والأرض عليها كل الطعام الا اللحم وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس أنزل على المائدة كل شيء إلا الخبز واللحم قال قال قتادة كان عليها ثمر من الجنة وقال عطية العوفي نزلت من السماء سمكة فيها طعم كل شيء وقال الكلبي كان عليها خبز ورز وبقل وقال وهب بن منبه انزل الله اقرضة شعير وحيتانا وكان قوم يأكلون ثم يخرجون ويجيء آخرون فيأكلون حتى اكلوا جميعهم وفضل وعن الكلبي ومقاتل انزل الله خبزا وسما وخمسة أرغفة فاكلوا ما شاء الله تعالى والناي الف ونيف فلما رجعوا إلى قراهم ونشروا الحديث ضحك منهم من لم يشهد قالوا ويحكم انما سحر أعينكم فمن أراد الله به الخير ثبته على بصيرته ومن أراد فتنة رجع إلى كفره ومسخوا خنازير ليس فيهم صبي ولا امرأة فمكثوا بذلك ثلاثة أيام ثم هلكوا ولم يتوالدوا ولم يأكلوا ولم يشربوا وكذلك ممسوخ وقال فتادة كانت تنزل علهم بكرة وعشيا حيث كانوا كالمن والسلوى لبني إسرائيل وقال عطاء بن أبي رباح عن سلمان الفارسي لما سال الحوارين المائدة لبس عيسى عليه السلام صوفا وبكى وقال اللهم انزل علينا مائدة من السماء الآية فنزلت سفرة حمراء بين غمامتين غمامة من فوقها وغمامة من تحتها وهم ينظرون إليها وهت تهوي خافضة حتى سقطت بين أيديكم فبكى عيسى وفال اللهم اجعلني من الشاكرين اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عقوبة واليهود ينظرون إلى شيء لم يروا من قبل ولم يجدوا ريحا أطيب من ريحه فقال عيسى عليه السلام ليقيم أحسنكم عملا فيكشف عنها ويذكر اسم الله تعالى فقال شمعون الصفار راس الحوريين أنت اولي بذلك منا فقام عيسى عليه السلام فتوضأ وصلى صلاة طويلة وبكى كثيرا ثم كشف المنديل عنها وقال بسم الله خير الرازقين فإذا هو سمكة مشوية ليس عليها فلوسها ولا شوك عليها تسيل من الدسم وعند رأسها ملح وعند ذنبها خل وحولها من ألوان البقول ما خلا الكراث وإذا خمسو أرغفة على واحد زيتون وعلى الثاني عسل وعلى الثالث سمن وعلى الرابع جبن وعلى الخامس قديد فقال شمعون يا روح الله امن طعام الدنيا هذا أم من طعام الآخرة فقال ليس شيء مما ترون من طعام الآخرة ولكنه شيء افتعله
(٧٩)