سورة المائدة (111 112) صبيا (وكهلا) نبيا قال ابن عباس أرسله وهو ابن ثلاثين سنة فمكث في رسالته ثلاثين شهرا ثم رفعه الله إليه (إذ علمتك الكتاب) يعني الخط (والحكمة) يعني العلم والفهم (والتوراة والإنجيل وإذ تخلق) تجعل وتصور (من الطين كهيئة الطير) كصورة الطير ([إذني فتنفخ فيها فتكون طيرا) حيا يطير (بإذني وتبريء) وتصحح (ألكمة والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى) من قبورهم أحياء (بإذني وإذ كففت) منعت وصرفت (بين إسرائيل) يعني اليهود (عنك) حين هموا بقتلك (إذ جئتهم بالبينات) يعني بالدلالات الواضحات والمعجزات وهي التي ذكرنا وسميت بالبينات لأنها مما يعجز عنها سائر الخلق الذين ليسوا بمرسلين (فقال الذين كفروا منهم إن هذا) ما هذا (إلا سحر مبين) يعني ما جاءعم به من البينات قرأ حمزة والكسائي (ساحر مبين) ها هنا وفي سورة هود والصف فيكون راجعا إلى عيسى عليه السلام وفي هود يكون راجعا إلى محمد صلى الله عليه وسلم سورة المائدة 111 (وإذ أوحيت إلى الحواريين) الهمتهم وقذفت في قلوبهم وقال أبو عبيدة يعني أمرت و (إلى) صلة والحواريون خواص أصحاب عيسى عليه السلام (أن آمنوا بي وبرسولي) عيسى (قالوا) حين وافقتهم (آمنا وأشهد بأننا مسلمون) سورة المائدة (112) (إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك) قرأ الكسائي (هل تستطيع) بالتاء (ربك) ينصب الباء وهو قراءة علي وعائشة وابن عباس ومجاهد أي هل تستطيع أن تدعو وتسأل ربك وقرأ الآخرين (يستطيع) بالياء و (وربك) برفع الباء ولم يكونوا شاكين بقدرة الله عز وجل ولكن معناه هل ينزل ربك أم لا كما يقال الرجل لصاحبه هل تستطيع ان تنهض معي وهو يعلم أنه عز وجل ولكن معناه هل ينزل ربك أم لا وقيل يستطيع بمعنى يطيع يقال أطاع واستطاع بمعنى واحد كقوله أجاب على الظاهر فقالوا غلظ القوم وقالوه قبل استحكام المعرفة وكانوا بشرا فقال لهم عيسى عليه السلام عند الغلط استعظاما لقولهم اتقوا الله ان كنتم مؤمنين اي لا تشكوا في قدرته (ان ينزل علينا مائدة من السماء) المائدة الخوان الذي عليه الطعام وهي فاعله من مادة يميده إذا أعطاه واطعمه كفوله ماره يميره وامتار افتعل منه والمائده هي الطعمة للآكلين وسمي الطعام أيضا مائدة لي الجواز لأنه يؤكل على المائدة وقال أهل الكوفة سميت مائدة لنها تميد بالآكلين اي تميل
(٧٧)