تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٧٨
سورة المائدة (113 115 وقال أهل البصرة فاعله بمعنى المفعولة يعني ميد بالآكلين إليها كقوله تعالى (عيشة راضية) أي مرضية (قال) عيسى عليه السلام مجيبا لهم (اتقوا الله إن كنتم مؤمنين) فلا تشكوا في قدرته وقيل انقوا الله أن تسالوه شيئا لم يسأله المم قبلكم فنهاهم عن اقتراح الآيات بعد ايمان سورة المائدة (113) (6 قالوا نريد) أي إنما سألنا لأنا نريد (أن اكل منها أكل) تبرك لا أكل حاجة فنستيقن قدرته (وتطمئن) وتسكن (قلزبنا ونعلم أن قد صدقتنا) بأنك رسول الله أي نزداد إيمانا ويقينا وقيل إن عيسى عليه السلام امرهم أن يصوموا ثلاثين يوما فإذا فطروا لا يسألون الله شيئا الا أعطانا (ونكون عليها من الشاهدين) لله بالوحدانية والقدرة ولك بالنبوة والرسالة وقيل ونكون من الشاهدين لك عند بني إسرائيل إذا رجعنا إليهم سورة المائدة 114 (قال عيسى ابن مريم) عند ذلك (اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء) وقيل إنه اغتسل ولبس المسح وصلى ركعتين وطاطا رأسه وغض بصره وبكى ثم قال اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء (تكون لنا عيدا للنا وى خرنا) أي عائدة من الله علينا حجة برهانا والعيد يوم السرور سمي به للعود من الترح إلى الفرح وهو اسم لما اعتدته ويعود إليك وسمي يوم الفطر والأضحى عيدا لأنهما يعودان في كل سنة قال السدي معناه نتخذ لااليوم الذي أنزلت فيه عيدا لألنا وآخرنا أي نعظمه نحن ومن بعدنا وقال سفيان نصلي فيه قوله (لألنا) أي لأهل زماننا وآخرنا أي لمن يجيء بعدنا وقال ابن عباس كما أكل منها أو لهم (وآية منك) دلالة وحجة (وارزقنا وأنت خير الرازقين) سورة المائدة 115 (قال الله) تعالى مجيبا لعيسى عليه السلام (إني سمنزلها عليكم) يعني المائدة وقرأ أهل المدنة وابن عامر وعلصم (منزلها) بالتشديد لأنها نزلت مرات والتفعيل يدل على التكريز مرة بعد أخرى وقرأ الآخرون بالتخفيف لقوله أنزل علينا (فمن يكفر بعد العالمين) يعني عالمي زمانه فجحدوا وكفروا بعد نزول المائدة فمسخوا قردة وخنازير قال عبد الله بن عمر إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المنافقون
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»