تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٧٢
سورة المائدة 105 سورة المائدة 105 (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) روينا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من أضل إذا اهتديتم) وتضعونها في غير موضعها ولا تدرون ما هي وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا منكرا فلم يغيروه يوشك ان يعمهم الله تعالى بعقابه \ ح \ وفي رواية لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله سبحانه وتعالى عليكم شراركم فليسومنكم سوء العذاب ثم ليدعون الله عز وجل خياركم فلا يستجاب لكم \ ح \ قال أبو عبيده خاف الصديق أن يتأول الناس الآية غير متأولها فيدعوهم إلا ترك الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأعلمهم لأنه ليست كذلك وإن الذي أذن الإمساك عن تغيره من المنكر هو الشرك الذي ينطق به المعاهدون من أجل أنهم يتدينون به وقد صولحوا عليه فأما الفسوق والعصيان والذنب من أهل الإسلام فلا يدخل فيه وقال مجاهد وسعيد بن جبير الآية في اليهود والنصارى يعني عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل من أهل الكتاب فخذوا منهم الجزية واتركوهم وعن ابن عباس قال في هذه الآية مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ما قبل منكم فإن رد عليكم فعليكم أنفسكم ثم قال إن القرآن نزل منه أي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزل ومنه أي وقع تأويلهن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم منه أي وقع تأويلهن بعد رسول الله ومنه أي تأويلهن في آخر الزمان ومنه اي يقع تأويلهن يوم القيامة ما ذكر من الحساب والجنة والنار فما دامت قلوبكم وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا ولم يذق بعضكم بأس بعض فأمروا وانهوا وإذا اختلفت القلوب والأهواء وألبستم شيعا وذاق بعضكم بأس بعض فامرؤ ونفسه فعند ذلك جاء تأويل هذه الآية أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا أبو جعفر أحمد بن محمد العنبري أخبرنا أبو عيسى بن نضر انا عبد الله بن المبارك انا عتبة بن أبي حكيم حدثني عمرو بن جارية اللخمي أنا أبو أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت يا أبا ثعلبة كيف تصنع في هذه الآية قال أية اية قلت قول الله عز وجل (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فقال أما والله لقد سالت عنها خبيرا سالت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه ورأيت أمرا لا بد لك فعليك نفسك ودع أمر العوام فأن وراءكم أيام الصبر فمن صبر فيهن قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثله \ ح \ قال ابن مبارك وزادني غيره قالوا يا رسول الله أجر خمسين منهم قال أجر
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»