تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٨٨
الأرض وقيل معناه وله ما يمر عليه الليل والنهار (وهو السميع) لأصواتهم (العليم) باسرارهم سورة الأنعام (14) قوله تعالى (قل أغير الله اتخذ وليا) وهذا حين دعى إلى دين آبائه فقال تعالى قل يا محمد أغير الله أتخذ وليا ربا ومعبودا وناصرا ومعينا (فاطر السماوات والأرض) أي خالقهما ومبدعهما ومبتديهما (وهو يطعم ولا يطعم) أي وهو يرزق ولا يرزق كما قال (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم) يعني من هذه الأمة والإسلام بمعنى الاستسلام لأمر الله وقيل أسلم أخلص (ولا تكونن) يعني وقيل لي ولا تكونن (من المشركين) سورة الأنعام (15) (قل إني أخاف إن عصيت ربي) فعبدت غيره (عذاب يوم عظيم) يعني عذاب يوم القيامة سورة الأنعام (16) (من يصرف عنه) يعني من يصرف العذاب عنه قرأ حمزة وزالكسائى وأبو بكر عن عاصم ويعقوب (يصرف) بفتح الياء وكسر الراء أي من يصرف الله عنه العذاب فقد رحمه وقرأ الآخرون بضم الياء وفتح الراء (يومئذ) يعني يوم القيامة (فقد رحمه وذلك الفوز المبين) أي النجاة البينة سورة الأنعام (17) قوله عز وجل (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف) لا رافع (له إلا هو وإن يمسسك بخير) عافية ونعمة (فهو على كل شيء قدير) من الخير والضر أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو عبد الله السلمي أنا أبو العباس الأصم أنا أحمد بن شيبان الرملي أنا عبد الله بن ميمور القداح أنا شهاب بن خراش عن عبد الملك بن عمير عن ابن عباس قال أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة أهداها له كسرى فركبها بحبل من شعر ثم أردفني خلفه ثم سار بي مليا ثم التفت إلي فقال يا غلام فقلت لبيك يا رسول الله قال إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده تجاهك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وقد مضى القلم بما هو كائن فلو جهد الخلائق أن ينفعوك بما لم يقضه الله تعالى لك لم يقدروا عليه ولو جهدوا أن يضروك بما ذلم يكتب الله تعالى عليك ما قدروا عليه فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل فإن لم تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»