تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٧
سورة المائدة (55) الرحمن الذين يمشون في الأرض هونا) (أعزة على الكافرين) أي أشداء غلاظ على الكفار يعادونهم ويغالبونهم من قولهم عزة أي غلبه قال عطاء أذلة على المؤمنين كالولد لوالده والعبد لسيده أعزة على الكافرين كالسبع على فريسته نظيره قوله تعالى (أشداء على الكفار رحماء بينهم) (يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) يعني لا يخافون في الله لومة الناس وذلك أن المنافقين كانوا يراقبون الكفار ويخافون لومهم وروينا عن عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة وأن نقوم أو نقول بالحق حيث ما كنا لا نخاف في الله لومة لائم (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) أي محبتهم لله ولين جانبهم للمسلمين وشدتهم على الكافرين من فضل الله عليهم (والله واسع عليم) سورة المائدة (55) (أنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت في عبادة بن الصامت وعبد الله بن أبي بن سلول حين تبرأ عبادة من اليهود وقال أتولى الله ورسوله والذين آمنوا فنزل فيهم من قوله (يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) إلى قوله (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) يعني عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال جابر بن عبد الله جاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أن قومنا قريظة والنضير قد هجرونا وفارقونا واقسموا أن لا يجالسونا فنزلت هذه الآية فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء وعلى هذا التأويل أراد بقوله (وهم راكعون) صلاة التطوع بالليل والنهار وقال ابن عباس رضي الله عنهما وقال السدي قوله (والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) أراد به علي بن أبي طالب رضي الله عنه مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمة وقال جوبير عن الضحاك في قوله (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) قال هم المؤمنون بعضهم أولياء بعض وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر أنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا نزلت في المؤمنين فقيل له إن أناسا يقولون إنها نزلت في علي رضي الله عنه فقال هو من المؤمنين سورة المائدة (56) (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا) يعني يتول القيام بطاعة الله ونصرة رسوله وألمؤمنين قال ابن عباس رضي الله عنهما يريد المهاجرين والأنصار (فإن حزب الله) يعني أنصار دين الله (هم الغالبون)
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»