تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٦
فرق منهم بنومدلج ورئيسهم ذو الحمار عيهلة بن كعب العنسي ويلقب بالأسود وكان كاهنا مشعبذا فتنبأ باليمن واستولى على بلاده فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل ومن معه من المسلمين وأمرهم أن يحثوا الناس على التمسك بدينهم وعلى النهوض إلى حزب الأسود فقتله فيروز الديلمي على فراشه قال ابن عمر رضي الله عنه فأتي الخبر النبي صلى الله عليه وسلم من السماء الليلة التي قتل فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل الأسود البارحة قتله رجل مبارك قيل ومن هو قال فيروز فبشر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بهلاك الأسود وقبض صلى الله عليه وسلم من الغد وأتى خبر مقتل العنسي المدينة في آخر شهر ربيع الأول بعدما خرج أسامة وكان ذلك أول فتح جاء أبو بكر رضي عنه والفرقة الثانية بنو حنيفة باليمامة ورئيسهم مسيلمة الكذاب وكان قد تنبأ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر سنة عشر وزعم أنه أشرك مع محمد صلى الله عليه وسلم في النبوة وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله أما بعد فإن الأرض نصفها لي ونصفها لك وبعث إليه مع رجلين من أصحابه فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما ثم أجاب من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد فإن الأرض لله يروثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ومرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي فبعث أبو بكر خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذاب في جيش كثير حتى أهلكه الله على يدي وحشي غلام مطعم بن عدي الذي قتل حمزة بن عبد المطلب بعد حرب شديد وكان وحشي يقول قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الاسلام والفرقة الثانية بنو أسد ورئيسهم طليحة بن خويلد وكان طليحة آخر من ارتد وادعى النبوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأول من قوتل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الردة فبعث أبو بكر خالد بن الوليد فهزمهم خالد بعد قتال شديد وأفلت طليحة فمر على وجهه هاربا نحو الشام ثم إنه أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه وارتد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر رضي الله عنه خلق كثير حتى كفى الله المسلمين أمرهم ونصر دينه علي يدي أبي بكر رضي الله عنه قالت عائشة توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد العرب واشرأب النفاق ونزل بأبي بكر ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها وقال قوم المراد بقوله (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) هم الأشعريون روي عن عياض بن غنم الأشعري قال لما نزلت هذه ألآية (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى الأشعري وكانوا من اليمن أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أنا أبو الحسن الطيسفوني أنا أبو عبد الله عمر الجوهري أنا أحمد بن حجر أنا إسماعيل بن جعفر أنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي موسى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة الايمان يمان والحكمة يمانية \ ح \ وقال الكلبي هم أحياء من اليمن ألفان من النخع وخمسة آلاف من كندة وبجيلة وثلاثة آلاف من أفناء الناس فجاهدوا في سبيل الله يوم القادسية في أيام عمر رضي الله عنه قوله عز وجل (أذلة على المؤمنين) يعني أرقاء رحماء لقوله عز وجل (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) ولم يرد به الهوان بل أراد أن جانبهم لين على المؤمنين وقيل هو الذل من قولهم دابة ذلول يعني أنهم متواضعون قال الله تعالى (وعباد
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»