تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٧
سورة يوسف (66 68) هنا الحمار كيل بعير أي: حمل حمار وهي لغة يقال للحمار: بعير. وهم كانوا أصحاب حمر وا لأول. أ صح أنه البعير المعروف قال لهم يعقوب لن أرسله معكم حتى تؤتون تعطون موثقا أي ميثاقا وعهدا من الله والعهد الموثق: المؤكد باشهاد الله على نفسه لتأتنني به وأدخل اللام فيه لأن معنى الكلام اليمين إلا أن يحاط بكم قال مجاهد إلا أن تهلكوا جميعا. وقال قتادة: إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك. وفي القصة: أ الأخوة ضاق الأمر عليهم وجهدوا أشد الجهد فلم يجد يعقوب بدا من إرسال ينيامين معهم. فلما أتوه موثقهم أعطوه عهودهم قال يعني: يعقوب الله على ما نقول وكيل شاهد. وقيل: حافظ. قال كعب: لما قال يعقوب فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين قال الله عز وجل: وعزتي لأردن عليك كليهما بعدما توكلت علي. وقال لهم لما أرادوا الخروج من عنده يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وذلك أنهم خاف عليهم العين لأنهم كانوا أعطوا جمالا وقوة وامتدادا قامة وكانوا ولد رجل واحد فأمرهم أن يتفرقوا في دخولهم لئلا يصابوا بالعين فإن العين حق وجاء في الأثر: إن العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر وعن إبراهيم النخعي أنه قال ذلك لأنه كان يرجو أن يروا يوسف في التفرق والأول أصح ثم قال وما أغني عنكم من الله من شئ معناه إن كان الله قضى فيكم قضاء فيصيبكم مجتمعين كنتم أو متفرقين فإن المقدور كائن والحذر لا ينفع عن القدر إن الحكم ما الحكم إلا لله هذا تفويض يعقوب أموره إلى الله عبيه توكلت اعتمدت وعليه قليتوكل المتوكلون. ولما دخلا من حيث أمرهم أبوهم أي من الأبواب المتفرقة وقيل كانت المدينة مدينة الفرماء
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»