تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٨
سورة يوسف (69) ولها أربعة أبواب فدخلوها من أبوابها ما كان يغني يدفع عنهم من الله من شئ صدق الله تعالى يعقوب فيما قال إلا حاجة مرادا في نفس يعقوب قضاها أشفق عليهم إشفاق الآباء على أبنائهم وجرى الأمر عليه وإنه يعني يعقوب عليه السلام لذو علم يعني كان يعمل ما يعمل عن علم لا عن جهل لما علمناه أي لتعلمينا إياه وقيل إ ه لعامل بما علم قال سفيان من لا يعمل بما علم لا يكون عالما وقيل إنه لذو حفظ لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ما يعلم يعقوب لأنهم لن يسلكوا طريق لإصابة العلم وقال ابن عباس لا يعلم المشركون ما ألهم الله أولياؤه ولما دخلوا على يوسف قالوا هذا أخونا الذي أمرتنا به قد جئناك به فقال أحسنتم وأصيتم وستجدون جزاء ذلك عندي ثم أنزلهم فأكرم منزلتهم ثم أضافهم وأجلس كل اثنين منهم على مائدة فيبقي بنيامين وحيدا فبكى وقال لو كان أخي يوسف حيا لأجلسني معه فقال يوسف لقد بقي أحدكم هذا وحيدا فأجلسه معه على مائدته فجعل يواكله فلما كان الليل أمر لهم بمثل وقال لينم كل أخوين منكم على مثال فبقي بنيامين وحده فقال يوسف هذا ينام معي على فراشي فنام معه فجعل يوسف يضمه إليه ويشم ريحه حتى أصبح وجعل روبين يقول ما رأينا مثل هذا فلما أصبح قال لهم إنر أ ى هذل الرجل ليس معه ثان فسأضمه إلي فيكون منزله معي ثم أنزلهم منزلا وأجرى عليهم الطعام وأنزل أخاه لأمه فذلك قوله تعالى آوى إليه أخاه أي ضم إليه أخاه فلما خلا به قال ما اسمك قال ينيامين قال وما بنيامين قال ابن المنكل وذلك أنه لما ولد هلكت أمه قال وما اسم أمك قال راحيل قال راحيل بنت من قال راحيل بنت لاوى قال فهل لك من ولد قال نعم عشرة بنين قال فهل لك من أخ لأمك قال كان لي أخ فهلك قال يوسف أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك فقال بنيامين ومن يجد أخا مثلك أيها الملك ولكن لم يلدك يعقوب ولا راحيل فبكى يوسف عند ذلك وقام إليه وعانقه وقال قال إني أنب أخوك فلا تبتئس أي لا تحزن بما كانوا يعمل بشئ فعلوه بنا فيما مضى فإن الله تعالى قد أحسن إلينا ولا تعلمهم شيئا مما أعلمتك ثم أوفى يوسف لأخوته الكيل وحمل لهم بعيرا بعيرا ولبنيامين يعيرا باسمه ثم أمر بسقاية الملك فجعلت في رحل بنيامين قال السدي جعلت السقاية في رحل أخيه والأخ لا يشعر وقال كعب لما قال له يوسف إني أنا أخوك قال ينيامين أنا لا أفارقك فقال يوسف قد علمت اغتمام والدي بي وإذا حبستك ازداد غمه ولا يمكنني هذا إلا بعد أن أشهرك بأمر فظيع وأنسبك إلى ما لا يحمل قال لا أبالي فافعل ما بدا لك فإني لا أفارقك قال فإني أدس صاعي في رحلك ثم أنادي عليك بالسرقة ليهيأ لي ردك بعد تسريحك وقال فافعل كما تريد.
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»